12‏/12‏/2018

أساور الدهشّة


R F Nisma Alhlm

أساور الدهشّة
تلّـتفُ حول
عيناي !
كل ما قرأت لهُ حرفاً ..ممزُوجّاً بيّ !
أسأله ُ  .. هل تقرأ كفي
يهز رأسهُ
كعلامة .. نافية!
يرمقني بطرف عينيه
بنظرة ٍ حالمة!
يحك ذقنه بإشارة .. مبهمة
تلوح على شفتيه
شبح ابتسامة عائمة
 حسي الأنثوي
يستوعب المغزى ..
يجعلني في حالة انتظارٍ ., شّبقْ
كالجمر .! أسّتعّرّ .. لا أكاد أخفي صهيل جموحي
وكيف لي أن أربط خيول بوحي!
وأنا التي ما اعتدت الأسر .. وكم لعنت الصمت .. وأثرت الجهر!
! أهمسُ أعشّقُ كلِماتُـكَ
يرد الهمس .. بالهمس
بل هي كلماتي من تعشّقُـك ِ
يا شّعلةٍ وهجٍ!
لا تكادُ تنْطفئ حتى تلّتهب!
في كل مرةٍ يلفها بمهارة  بين أنامله المزمريه
يذبلها بتوقيعٍ صغير !
يرسلها تترنحُ منتشّية
تتراقص برشّاقةٍ حول جيدي !
أحيان يهوى إسعادي ..
 لتفتر عن ثغري ابتسامة
وأحيان يتعمد استفزازي!
ليخطف نصّاً
يعلنُ حقهً فيه!
وعندما أنكر أنني أعنيه!
يعودُ عمداً ..للعبة الكلمات
ويكسب .. جولات وجولات
أرسل لهُ علامة ... يرسل لي علامة
أنا وهو .. أصبحنا نعشّقُ ..لعبة الكلمات


‗—


الفرّق


أحبّي ... رجُلً

يهوى القراءة .. يعشّق الكتابة
... 
لا يتوقف عن مراسلتك ..
حتى وانتِ
غاضبةٍ 
.. 
كلما تشاجرتي معه .. 
أرسل يقارعك 
يغازلكِ .. يهجوكِ .. يمدحكِ
يرثيكِ .. 
ويعود 
بوّدٍ . .. يرتجيكِ
...
رجلٌ
فوق العادة .. 
يخرج عن نمط الأعتياد .. 
يجلدك بسياط الكلمات .. 
يعيد
لك يقظتك
كمنبه .. 
.. 
يوقظ فكرك
كفنجان قهوة 
مرّ
احبي 
باختصار رجُلً
لا يُمل .. يخترع لك الأساطير ...
يحرقك بعشقه
لتنبعثي
من تحت الرماد 
.. 
كالعنقاء 
....
احبي 
رجلٌ يشبهكِ . .. 
حد التماهي . ..
اختلافه
يجذبكِ .. 
يسحركِ 
يربككِ 
حضورهُ
ينزع وقاركِ .
يكمل نقصكِ
رجلٌ .. 
يجيّدُ اللعب .. يشّعركِ
بِلذة التعب ..
يغوصُ حتى العمق 
رجلٌ .
اذا قلتِ لهُ .. لنفترق
قال ... ( أنا الفرّق )


01‏/10‏/2018

المسافة ...( الجزء الإول



دون أن ترفع عينيها
من على الأوراق المكدسة
قالت .. بشكل روتيني
بإمكانك
وضع بياناتك  ورقم هاتفك
وسوف ..
نرد عليك أذا استوفيت الشروط
وتم قبولك
لكنها ..
لاحظت أن الشخص الواقف لم يتحرك من مكانه
رفعت وجهها
وهي تقوم بتعديل نظارتها الطبية
لتجد نفسها ..
أمام مفاجئة .. من نوع أخر
وجدته
واقف أمامها ... بعد أعوام طويلة من الفراق
ينظر أليها باهتمام شديد
وهو يكاد يلتهمها بعينيه
أم هي
فقد أصيبت بارتباك شديد
____
وكأن رياح عاصفة قد بعثرت الأوراق المتراكمة
حتى ذقنها
وفجأة
___
وكأنها تنظر إلى مرآتها
أخذت تتلمس  شعرها الغير مرتب
منحنيات جسدها التي تغيرت قليلا
 بفعل تقدم العمر والزواج والإنجاب
ووجهها الخالي من المساحيق
____
عدا كحل سال من حرارة الغرفة
وقفت تنظر أليه
تتأمله
لم يتغير كثيراً
لازال وسيماً
بعينيه السوداوين .. وملامحه الحادة 
 خصلات الشيب تكسو شعره الكثيف
واللحية الخفيفة التي أكسبته 
وقار
 يبتسم  
وتلك التعاريج
ترتسم على حواف شفتيه وإطراف عينيه
همست بارتباك ..
محمود !
ومدت كفها .. المبلل بالعرق من أثر الكتابة
شعرت بالحنق من نفسها
في جو تسوده مشاعر كثيفة
تكاد
تقع مغمى عليها من هول المفاجأة
لكنها أخيراً تماسكت
ليست نهاية العالم
هكذا همست لنفسها
وهي تدعوه للجلوس
وتتكلم بصوت .. تشعر أنه غريب عنها
يالها مفاجأة ..
متى عدت من السفر..
_____
أحتضن كفها بآلفة وحنان
أو هكذا خيل أليها
رغم خشونة راحة يديها من أعمال البيت ومتطلبات الأولاد
قال لها ..
منذ وقت قصير
___
كان مقرر أن أستلم إدارة القسم
وعندما أطلعت على الكشوفات وجدت أسمك         
أسرعت .. للقائكِ
في هذه اللحظة
تمنت لو أنها تركت عملها منذ وقت طويل
عندما كان زوجها يحاول أقناعها
..
بذلك
..
لكنه القدر .. هكذا همست لنفسها
تبادلا .. أحاديث قصيرة ..
عن حياتها .. لاحظت انه لم يستغرب
وكأنها كان على علم ... بكل المستجدات
بعد رحيله ..
وكان بالفعل يتابع أخبارها
ومهتم بأدق التفاصيل
منذ سفره .. إلى هذا الحين
بل حرص على العمل في هذا المبنى من أجل
رؤيتها
ولم يشاء أن يعلمها بقدومه 
ولا حرصه على إستلام إلادارة 
أخذ .. محمود يتأمل
صفاء ..
بحب عميق ..
لم تتغير كثيراً حتى كسبها للوزن الزائد ..جعلها أكثر أنوثة وجمال
عينيها النحاسيتان
وبشرتها الشاحبة ..
كسماء الخريف
وشعرها الكثيف وهي تعقده كمديرة مدرسة صارمة
أم هي ..
فقد جالت بقلبها لا بعينيها
على محياه
وهي تحاول تهدئة ضربات قلبها المتدفقة
ساد صمت موجع
بينهم
وكأن لحظة الوداع
عادت للظهور علنية
بينهم ..
لا تريد حتى استعادة ذكرى ذلك اليوم المشئوم
الذي دونته بالحبر الأسود في دفترها القديم
..
هل لديك أولاد
وكأن السؤال أنزلق من شفتيها دون ..
وعياً منها ...
اعتدل في جلسته ..
وهي ينظر أليها بإمعان
لم أتزوج .. يا صفاء
صفاء ..
هل هذا أسمها فعلاً
أم انه ينطقه بطريقة تشعرها
بدبيب الحياة في روحها
...
خطبت فتاة أوربية ولم ينجح الأمر
وصرفت نظراً عن الزواج
ركزت في دراستي وواصلت حتى الدكتورة
وقررت العودة
....
ليتك لم تعد
مجدداً
انزلقت الكلمات من شفتيها
أبتسم بمودة
وهو يقول لها
كالعادة تقولين ما تفكرين فيه
أما أنا فلست نادماً ..
على عودتي
يكفيني أنني رأيتك
...
نهض محمود
بطول الفارع
وعينا صفا تعانقه
...
همس
صفاء ..
عينيه كانتا تحملان حباً جارف
أو هكذا خيل أليها
...
صفاء سعيد جدا برؤيتك ... سنلتقي كثيراً
وسيسرني التعرف على عائلتك ..
الصغيرة
..
أما صفاء فقد شعرت أنها غير مسرورة
بل تشعر بأن سقف الغرفة
كدوامة
أمسكت مقبض المقعد
وهي تحاول الجلوس والتقاط
أنفاسها
بعد خروج محمود
وهل ترتجف كورقة في مهب الريح
.....
ما لذي تخبئه لها ... الأيام ...
يتبع

 ____
عودة لكتابة القصة القصيرة


















 ...
راوية فتحي
R F Nisma Alhlm

11‏/04‏/2018

لذة السبات




(غالبا ما توقظنا الصدمات من لذة السبات)
 يقول ... أتعرفين ما مشكلتكِ يا سيدتي
قلت ... لا ... فمشاكلي كثيرة .. ولعلي أكبرُ مشكلة لم أجد لها
حلا ..!
قال .. هي مشكلة المشكلات وخلاصة الحكايات سبب هروبك الدائم
من الماضي .. وتوجسك من ألآت !
قلت .. ما هي !
قال .. أنت تثقين بنفسكِ حد الغرور ...
تزكينها .. تشاورينها ... ولا تقبلين بأجوبة سوى منها .. تحاورينها
وغالباً جدالكم لا ينتهي
..
لكنكِ تثقين بها .. حتى ما عدتِ تثقين بأحد ..
الكل بنظركِ محل شك ...
قلت .. حسناً وهل هذه مشكلة !!!
قال ... أجل فتلك المشكلة أصبحت عقدة شديدة التعقيد كلما أردت
فكها!
استحكمت ... !
قلت .. وما مشكلتك أنت !
فأنا لا أجدها مشكلة بل حلول لمشاكل كثيرة ..!
قال .. يا سيدتي هذه مشكلتي .. أنني رجل مكتمل الرجولة وعندما تنظرين أليا بنقصٍ أشعر بثورة تجتاح صدري
وأرفض نظرة الشك في عينيكِ وكأنني مدانٌ ... بتجارب غيري ... وأنا لستُ غيري .. ولن أقول لكِ
أنني لستُ كغيري ... فتلك الجملة يستعملها من يقتبسون أدوار البطولة !
أنتِ لم تعطي لنفسكِ فرصة لتعرفين وفي كل مرة تخذلينني ..وتقفين تنظرين أليا كطفلةٍ
مظلومة !
وأنتِ الملومة .. طباعكِ الشائكة أدمتّ جعلت كل محاولاتي مخذولة
وأنني أقولها لكِ .. بكل يسْرٍ ... أنتِ الملومة !
وثقتك بنفسكِ أصبحت لعنة مشئومة  ...! وعثرة شّكً في طريق من يرغب بالوصولَ
قلت .. وهل تعتبر هذا غرورَ !
قال ..النفس يا سيدتي ..تكون أحيان صديقة مسمومة ..قد تظهر لكِ أن كل الناس مجرد
لصوص وقطاع طرق .. ويريدون النيل منكِ بشتى الطرق!
لتستثركِ لنفسها !
قلت .. أتحاول تشكيكي بها ..
قال .. بل أحاول نصب جسرٍ من الثقة يصلني بكِ .. فقد طال المقام عند بابكِ ممسكاً بباقة من الود
تكاد تذبل أمام جفاف ودك ... ورايات صدك
أ.. ليتني أستطيع نيل ثقة نفسك ..وأجد لي مكان في حضورك كزائر مرغوب ..مادمت لا أستطيع أن أكون الرجل المحبوب !
أرجوكِ أسالي نفسك ِلعلها هذه المرة تأمن جانبي ..وتسمح لي بالعبورَ.. وتسمح لي بالعبورَ
قلت .. حكمت بقولك على نفسي وليتك أنصفتها كي أنصفك !
قال .. لو انصفتها لما كنتِ صدقتني  ولا بأي قول أنصفتني
قلت .. نعم أنها النفس المغرورة .. غرورها مختلف تماماً عما يعرفون .. فالمدح والثناء لا يطربها ..بل يجعلها
حذرة !
قال .. لعمري أنها بديعة الحسن عندما تكون مسرورة وتبهج الفؤاد وتجعل الروح العليل حبورَ
وأني أرى بوارد الآمل تلوح في الأفق ولن أخذل نفسك ..لأن نفسي لنفسكِ
مرهونة
وما أعتدت المضي مطأطأ الرأس وأخسر نفسا .. أعشقها بكل ما فيها .. وأن أدنتها فأني أدينُ نفسي وكأنني أتبرأ من أصلي
وأنني أدين من كان سبب في النفور .. وليست نفسكِ لكِ عدوة ما لم تكن كأم قاسية تحتاج لأبنتً
صبورة !
وأنا رجل يغريني الصبر .. وأحتاجكِ 
يا امرأة على نفسها
صبورة
 ــــ
راوية فتحي 



حلق المتاهة

أنها المتاهة التي   تحد   سقف   التماهي والازدواجية   المفرطة   في   الترغيب   والترهيب   مزيجُ   صارم يضعك   في   مأزق   حقيقي .. كيف   واذ...