30‏/09‏/2013

اذن جنْــية

يتأملني مطـولاً
يبتسم  بعينيه
اسأله مستفزة " لمـاذا تبـتسم
فتفتر شفتـاه عن ابتسامة
أضع علامة استفهام ( ؟ )
فتتسـع الابتسامة و تظهر غمازتان  
أضع ُ علامتان ( ؟ ) ( ؟ )
ينفجر ُ ضاحـكاً
ويقفز قلبي نحوه  .. لا أستطيع منع قلبي .. فهو طفلا والأطفال يحبون الإقبال
أسميتهُ ( رجل الحــواس الخمس )
ينظر بحواسه الخمس يكتب بحواسه الخمس يتحدث بحواسه الخمس
يقول لي " لن أتحدث أليكِ ما لم أراك ِ
وعندما يراني يتركني أتحدثُ .. وأتحدث .. وهو يكتفي بتأملي مبتسما
أقول له " ألم تكتفي بالتحديق بي
يهز رأسهُ بنشّوة معرباً عن عدم الاكتفـاء ْ
ذات مـرة قطع حديثي ليقـول لي" لديكِ آذن جنيـة



نظرت ُ أليهِ بدهشّة ..  آذن جنية .. ! قال نعم أحدى أُذنيـك فيها تلك العلامة
همست " وهل هذا علامة غير جيدة ٍ؟
قال " بل خطـــيرةٌ
قلة ٍ من يفهمون في ذلك
من تملك تلك الميزة .., توقع القلوب بيسّر وتأسرها بمرونة .. وتضع فوقها ختم الملكية
أهمس " أنت تبالغ ثم .. كيف لك أن تلتقط تلك الإشارة ؟ لم يسبق لأحد أن انتبه لذلك
يقول لي " هل أصفك .. أشعر برهبة شديدة ورغبة أشّد
أجل ..
يصفُنـي .. على مهل .. لا يغفل تلك التفاصيل الدقيقة
يربكُـني وهذهِ حقيقة .. يقول لي أرسمْـكِ بداخلي
كيف لهُ أن لا يترك أثر .. كيف لهُ ألا يمرق علامة
أقول لهُ ما لذي تريده مني
يقول الكثيــــــر
وأقول " ما لذي يمنعك يقول
لأنني أخاف عليكِ مني .. نحن الرجال أذا أردنا شيئا لم نكتفي وإذا أكتفينا ,, ننكفئ  
وأنتِ  امرأة سماوية ونحن مخلوقات أدمية  لا أريد لكِ  النزول للتراب
أريدُ ان أراك كالّثريا تعانقين السحاب
أنا يا حلمي أعرف نفسي جيدا لست منزه عن الأخطاء ْ
لكنكِ لستِ من تلك النساءْ .. خلقتِ للحبِ .. للفرح للغناء
خلقتِ أميرة.. الحب في قاموسكِ لعبة مثيرة
لا تلعبينها سوا مرة في العمر
وأنا أراهن أنكِ قد خضتِ ذاك النزال
حينها تحاشيت النظر لعيناه فهو يجردني من اسراري 
يقرأُ غيباً أفكاري 
أقول " وهل هذا أيضا اكتشفته
أجل يقول حتى قبل أن أراكِ
قرأتهُ . في كتابتكِ  تفضحهُ  خلجاتـكْ .. استنشقت عطره ُ بين كلماتكِ  .. ملامحهُ تسكنُ صباكِ .. تفاصيله تشغلُ حياتكِ .

وبعد أن رأيتُكِ 
وجدتهُ يطلُ من مرج ِعيناكِ تحاولين عبثاً إخفائه

قد لا يكون هو وفياً لكِ .. لكنك ِ مجبولةٌ على الوفاء
 تثبتين  لنفسكِ  أنك كنتِ محقةٍ عندما وقعتِ في حبهِ
تملكين روح فدائية .. تقدم روحها  سخية ٍ.., دون مقابل


عندما يتحدث معي بهذه الطريقة .. يصيبني هلع .. كبيـر لآن ما يقولهُ حقيقة
ستظلين أميرة لا تقبل تكرر الأشياء فأن عرضت ُ عليك حبي ., هل تقبلين
أهزّ رأسي رافضة ٍ .. بصمت .. يقول ألم أقل لكِ .. حتى وأن حاولت لن تستِـطيعين
دعيني فقط أتأملك أيتها اللوحة السرمدية
فجمالكِ فريدٌ وعتيقْ  كالماس كالعقيق
والأجمل إن لديك ِ ( آذن جنية )


R F

نسمة حلم 

28‏/09‏/2013

حقيقة ثابتة

حقيقة ثابتة
(( مهما اجتهدت في سرد مشاعرك  .. ستجد أن المشاعر الأصدق هي ما تحتفظ بها لنفسك ))
أصدق ما يمكننا التعبير عنه هو ما لا نستطيع التعبير عنه!  ويظل ما في القلب بالقلب



كنت أستطيع العيشّ بدونك !
أجل استطعت العيش  بدونك
لكنني لم أكن لأستطيع العيشّ دون حبك
كنت أتعلق بهِ كالغريق بقشة هشةّ!
أم الآن مدركة تماما أن لا حب بيننا
فلا يوجد امرأة تقبل ان يناصفها أحد مشاعر ولا أفكار من تحب .. 


 (نزهد المحبّ ولم نكن للزهدِ مدركين عندما نجد  منه ما يجعلنا للود مشككيـن )


ولأنني كنت  سابقا على يقين بما هو بيننا .. 


كنت أشعر بصفائه رغم الشوائب التي كانت تطفو من حين لأخر
كنت على يقين بصدقهِ رغم مواقف الكذب التي تخللت بعض الأحاديث منه
كنت على يقين بأنه يخصني بما لم يخص بهِ  أحد غيري
رغم كل شيء ظهر لي ., كنت بالمقارنة مع الأشياء التي كانت لي
أجد الكفة ترجح لصالحي..
لعله الحب من يجعلنا نتغاضى .. نغفر .. ونتسامح .. نصفح .. ونأمل بأن يتغير من نحب من ليس من أجلنا
بل من أجل هذا الحبّ لأنه بنظري يستحق


ما لم يغيرك الحب فأنت لست رجلٌ .. عظيما
وإذا غيرك الكرهُ فأنت رجل ٌ جدا .. ضعيف
هناك فرق بين الرجل والمرأة حتى في ميزان العواطف
عندما تعشق المرأة تحكم بعواطفها .لا تفكر كثيرا في الأسباب
 التي دعت  لذلك فهي تؤمن ان العاطفة أقوى من أي مبررات
. عندما يعشق الرجل يُحكْم.. الاثنان
عقله وعاطفته
هو يقدم العذر قبل القول .. ويدرك العاطفة قبل الحكم عليها
وهذا ليس بالفعل المتوقع من كل الرجال

من خلال تجربتي المتواضعة في الحياة
أدركت أن هناك رجال حقيقيون لا يملكون حظوظا وافرة
حتى مع النساء اللاتي يعشقوهنّ  .. ويجد من هم أقل حظاً أوفرّ!
لأدرك أن الحبّ بالفعل اعمي .., ويتصف بالغباء المفرط
عندما تضيع فرص ماسية على هيئة أشخاص لا يتكررون
من أجل أشخاص جعلوا من الآخرين تكررٍ لك !
لأجد أنني أمضيت سنوات من العمر مع من كنت  أعتقد أنه بالفعل من كنت مسافرة للبحث عنه !

لأكتشف أن القطار توقف   بي             

           مطولا ً في محطة سبقني  إليها الكثير 

 وسيأتي بعد مغادرتي الأكثر ..

فهي مجرد محطة وقوف و استراحة  نزول

وليس وجهة محددة وغاية ونهاية
ترتسم علامات الاستفهام بداخل عقلي
القلب لا يبرر هنا
يحتفظ بمشّاعرهِ

يأبى الرضوخ لمعادلة التسوية  وإحلال شخص مكان الآخر
إلا تلك القلوب الضعيفة التي تقبل المساومة والمقايضة
وتنهج نهج التجربة خير دليل
أحيان أتعمد استفزاز من كان لهم مكانة في حياتي
ليس لشيء سوا لأمر استبقيه لنفسي
أرى تفاوت ردود الأفعال
بين مفاجأة لما يضمره البعض من سمية ٍ قاتلة
وأحقاد متراكمة تظهر عل هيئة كلمات .. فأتخيل ماذا ستكون عليه الأفعال ؟ اذا كانت الكلمات بتلك الصيغة
وأحيان ابتسم بسخرية من ضحالة العقول التي تدعي إنها كبيرة عندما أجدها تنساق بسهولة للطعم وتلتقطه


وتظهر مكنوناتها  الحقيقية بيّن   ما تدعيهِ من حين لأخر

 وبين ما تختزله فعلا بداخلها
من إتقان ٍ مفرط للكذب وارتداء أثواب متعددة .. لا تليق ألا بمرتديها ..
هنا أجد نفسي أكرر قولي ., أذا لم تستطع النيل من شخص .. فليس عليك ألا أن تعمد لتشويه .,

سلاحان قاتلان قادران على القضاء على الحب مهما كانت عظماته في قلب امرأة

القسّوة والإهمال

ام الرجل فيغريهِ الحب .. و يستهويه الحنان
المرأة في قلب وجسد الرجل ..  تحل محل الأخر
حقيقة أخرى
تحل النساء محل بعضهنّ البعض
 وكما قال الشافعي رحمه الله
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحة ٌ

 وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا.

 فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ,

وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا

أمثال وأشعار تثبت صحتها رغم إنكار البعض لها
تجدهم بالفعل يطبقونها بحذافيرها
عندما يفترق رشدان عن قناعة دون هجر وخصام
فما يحدث لأحدهم بعد ذلك لا يحق لأخر محاسبته ولا يجوز اتهامه بالخيانة
فما يتبقى بينهما هو الوفاء للذكرى
أم ما يأتي بعد ذلك فهو يخص كل شخص على حد 
لكن ما يؤلم فعلاً أن يُـكتشف أن احدهم لم يكن وفياً منذ البداية  وأن النهاية التي وضعها احدهم ليستر نفسه
كشفته دون قصداً منها !
وأن الحقائق لا بد وان تنجلي ولو بعد حين
بطرق قد لا نتصورها وأحداث قد لا نعْقلها
تأتي بها صدفة وأحيان الحدس والظن لنجده في محله
هنا لم يعد لليقين .. يقين
ويشّوه حتى الفعل الجميل
وتختلط الأمور بين الجّد والهزل
والتلقائي والمبالغ فيه
فكيف لنا أن نجعل النهايات كالبدايات جميلة
لا يمكن فالمواقف هي الدلائل
والنهاية  هي أثبات ..
فقط تمنيت أن تكون النهايات عادلة ومنصفة كي استطيع أن أنام قريرة العيّن
فكرهي للظلم قائم .. ومطالبتي  بالعدالة مسْتّديم.

قال يوما ً



فلو أني رجوت الله شيئا فأرجو الله ألا تظلميني

وأنا لأرجو الله ألا يظلم أحدنا الآخر بجهالة فنصبح على ما فعلنا نادمين  

نقطة .. لا تعني نهاية ..بل قد تعني نقطة انطلاق لبداية جديدة

قبلها لا بد أن نتخلص من كل النقاط التي  تقف عائقا ً
لنريح ضمائرنا .... لنسلم العهدة .. ونخلى الالتزام

(وينقطع الشّك باليقين .. وتنجلي الأبصار وان عميت بعض

 حين )






نسمة حلم 

24‏/09‏/2013

بيّـن المطْرقة والسِنــْدان ., مات شهريار وولد شهريار

أن يضعك أحدهم بيّـن المطْرقة والسِنــْدان
ويقول لكَّ ., أنني خيرتك فأخــتار
ألا يعرف مسبقاً ..أن حتى الله لم يُخـيرنا بل جعلـنا نختار
ويرمي ورائهُ سنين من العشّقِ وكأن الذي كان .. حفنة أوهام
بعد أن كان يقول قبلك لم أكن ومعك أصبحت أنسّـان!
وقبلك كنتُ تائهٍ وحائرا ومشتت وأصبحت لي قبلة ٍ ومقام!


شعورٌ لا يوصفُ لا يــقال

شبيها بالموتِ  رجماً

بالموتِ غـرقاً

بالموتِ شنّقـا
بالمـوت ِحرقاً

بالموتِ دون نطق الشهــادة ِ

كالجــزاء دون حســابٍ
كالموت انتحار

شعور ٌ لا يوصفُ لا يــقال

كصـدمة انتزعت قلبي  من أحشائه وألقت بهِ بين الأحجـار
كسقطة ٍ مدويـة .. وضاعت  صرخاتي وراء الإطلال
  وأصبحت كل  الوجوه مجرد أشباح تنزوي وراء الظلال
تموت الكلمات على الشفــاه فلا تنطقها حتى الملامح
.. ترقد  في ألأعماق  لتصبح وصمة ُ عـار
"


بئسـاً لك من رجل


لا يوجد حولهِ سوا النساء .. صغيراتٌ كـنـّا أو كبيراتٍ في الأعوام
تلك زهور بكر يانعة تسقيها .. والأخريات أشجار مثمراتٍ تقلمها بعناية
وتشّذبُ بحب وعناية الأغصان.. ثم في لحظة دون أشعار  تقطع رؤوسهن
تقتُـلهنّ سّراً .. و تظهر جهّراً لتعتلي منصتك المهترئة  :" تقول بـ تحسف رفقا بالقوارير
فأن حزنهن عميقاً وجراهنّ مرار!

رجلاٌ ملئهُ التناقض .. يمتطي أدوار وينتقي أدوار

.. معربدا منتشياً كسكير أخذتهُ  نشّوة الانتقام .. نشّوة البوحِ نشّوة الانتصار

.بيّـن المطْرقة والسِنــْدان .,

 مات شهريار وولد شهريار

أ.. هكذا  ؟ يولد الرجال ليتصدرون القائمة ويعتلون القوامة .. ويتصفون بالأخيار
وتموت النساء على سرائرهن كمداً ..ويدفنّ بصمت ٍ  دون أن يعرف بأمرهن أحدا ملطخةٍ بالحزنِ
لا يجرؤونّ على البوح .. لا ينبسن  حرفاً وان تكلمنا صرّنا قاسيات ناكرات للمعروف
متمردات لا يتمتعن بالحياءِ .. ولسنا صائنات للأسرار

أيا هذا الذي كنت في مقاماً
وأصبحـت في مقام



وكنت سيـدا متوجاً على عرشِ كتاباتي   لتصبح مجرد أسّم ٍ في مقـال
كذكرى  عابرةٌ أذكُـرها عاما  وأنســاها أعوام
بعد أن قتلت كل شيء جميلٌ  كفرحة المولدِ وبهجة العيد
.. وشوهت بفعلتك ,.كل ما كان من الآلف إلى الياء
وتركت ورائك  امرأة على شفاه حفرة معلقة بين الهاوية ِ والنّـار
مشّوهة بتاريخك الحافل بالأخطاء
أتعرف ما لذي تبقي لديك  اليومَ من رصيد الحبّ ؟
ما تبقي أحاول عدم نسيانِـه ِ ليس بسبب الذي كان  بل كي لا أقــع مجددا
تحت طــائلة الاختبـار .

الحبُ في قاموسي قدرٌ وحياة

وليس قرار و ليس اختيار .


 نسمة حلم 





05‏/09‏/2013

'تعلمون أحيانا الكلمات لها معنيان.

سيدة تعرف من هو على يقين فليس كل ما يلمع ذهبا

وهناك لافتة على جدار قلبها لكنها تريد أن تتأكد

اللافتة تقول '(( أتعلمون أحيانا الكلمات لها معنيان.))


معنى يجعلني أتساءل والمعنى الأخرى يجعلني أبحث عن الإجابة

هناك شعور  لا يفارقني

وروحي تبكي لترك بعض ما تتمنه نفسي.

لقد رأيت حلقات من الدخان بين افكاري  من خلال عينيك،



وأصوات أولئك الذين يقفون بيننا .

كل هذا يجعلني أتساءل،

لماذا يقف كل شيء بيننا

ولماذا وقفنا كالأنداد  نواجه بعضنا حتى خسر أحدنا الأخر

ولازلت من حين لأخر أتطلع لتلك اللافتة على الجدار


'تعلمون أحيانا الكلمات لها معنيان.

نسمة حلم

04‏/09‏/2013

( الصعلوكة )

الصعلوكة 

.. وسبعة أيام لمعرفة الحقيقة

اليوم الأول للكتابة ..



تقرأ رسائله.. تستمع لكلماته .. تنصت لحواسه ..هي تعرفه ُ بيقين
وهو يعرفها حق المعرفة .. وكلاهما ينكر معرفته للأخر
 أحيان ينتابها شعورا بالتشتت مرغمة نفسها على تصديق
أن ما يصدره منه يعنيها هي .. هي وفقط .. لازال ما يكتبهُ يجد صدى لديها ..وقع ٍ مؤلم وحسب.

تلك الرسالة المشفرة التي اجتهدت كثيراً في فك طلاسمها وحل رموزها
 ليس من السهل أحيان مراوغة الضمير للحصول على إجابة مرضية
لا أحد قد يدرك البعد الحقيقي لأي علاقة عاطفية
أرتشف قهوتي الصباحية
أنظر لتلك الكثبان القاتمة في قعر فنجاني ..
 أنها (الأسرار) .. رغم عشقي المفرط للقهوة .. لكنني لا أستطيع
التمرغ في وحلها .. أقدس تلك الجزئية منها .. أعتبره سرّ القهوة الصغير.. لا أجرؤ على استباحة حرمته
كذلك هي إسرارنا لا يمكن أن تكشف  كاملة مهما كانت الشجاعة أدبية والصراحة على قدر كبيرا من الشفافية
هناك أحداث تتمتع بخصوصية وحرمة .. لا يجوز بأي حال من الأحوال كشف الغطاء عنها .. ونزع ثوب الحياء

من عليها .. كالشرف والعقيدة والمبدأ والقناعة أمور تتمتع بالسرية.

 اليوم الثاني..



هذا الكائن الذي غزى حياتها .. دون وجه .. وذاك الكيان الذي احتواه دون أذن .
هو .. ونفسها .. ضدان يجتمعان بضراوة أمامها .. مدركة أن القوة لن تزيد سوا من بطشهم
هي .. مقتنعة أن الرجال مخلوقات غريزية يتصرفون بتلقائية تامة .. وثقة مفرطة ..
فطريون لحد غير معقول .. أحيان تجعلهم المواقف يقدمون على إعمال بطولية
العواطف تأسرهم .. والنشوة تسّكرهم .. وتأثير اللحظة يجعلهم يتفوهون بوعود وقتية .
هم رواد اللحظة دون منازع .. ليس على أي امرأة انتزاع اعتراف من رجل وهو تحت 

تأثير
 المخدر

ليس عليها تصديق تلك الهمهمة الصدر منه في أوجّ عاطفته ..

 عليها فقط أن تعيش اللحظة

وترشف لبّ رحيقها ..ليس عليها المطالبة بالمزيد

 سيكون ذلك  أشبه بإرغام النحل على تلقيح زهرة واحدة.

اليوم الثالث..



هي اليوم تفكر فيه بشكل حميمي .. تتأمل ملامحه الهاربة من جديد ربما هذا الصباح ستجعل منه نجم هوليودي
لتشعر نفسها بالتميز .. لازالت تذكر أول مرة رأتهُ فيها كان كالنســر ّ أتيا نحوها فاردا جناحيه ِ
 وكانت كالغزال الشارد تريد الفرار منهُ .. أليهِ .. غريزة الأنثى  لديها تشّم الخطر من بعد ميل
وغريزة العاطفة تنذر بحدوث أمر غير مستحب .. لم يكن كالبقية .... فارع الطول مهاب
ملامحه الحادة .. ونظراته الثاقبة تسّبر أغوارها .. وتنتزع بعضا من أسرارها
أذا هو خطر ٌ حقيقي وليس محتمل !!....

اليوم الرابع ..


تلك الطفلة البريئة .. المراهقة الحالمة .. الفتاة المتقدة .. المرأة الناضجة
على وشّك الاصطدام .. هي أشبه بقارب  صغير يصدم بأسطول حربي
بعيدا عن الهلوسة  الأدبية والمبالغة الفكرية .. العواطف عبارة عن هذيان غالبا ما يثير حفيظة المستمع والقارئ
يمتلك أدوات مثيرة لجذبه للفكرة وأحيان انتزاع  الإعجاب .. وجعلهُ يصفق دون وعي
هذا ما حدث تماماً .. كان لقاء دون موعد .. وابتسامة دون شفاه .. ونظرة دون وجوه .!
تلك (الصعلوكة )..التي تجمع أوراقها وتصّفها بعناية مفرطة ترتب جملها ..تشذب فروعها 
وتهذب معانيها ..
.. تنتقي حروفها من بنانها لم تكن بحاجة سوا لأفكارها تستقي منها وتسقي ثمارها
أنانية لحد لا تسمح لأي حروف دخيلة التمرغ في تربتها والتوحد مع بناتها ..
كانت حريصة على التفاصيل الدقيقة لم يكن تلهمها المعاني البليغة
بل كانت تخطف الفكرة التي تراود أحلامها وتمشّط فكرها .
كانت تمشي على عجلّ مطأطأ الرأس تحمل بين يديها كوب من قهوتها الصباحي
. . كانت تسرع كعادتها لتستقل  القطار
لمن تكن لها وجهة محددة .. فقط تصعد القطار دون هدف محدد
تستمع بتلك الخلوة التي تحظى بها في ذاك المقعد ألقطاري كان يمنحها شعورا بالتحرر.
أصدم( ..القارب ...) الصغير بـ (...بالأسطول ) لا تدري كم من اللعنات التي توالت من شفاهها الرقيقة
انحنت تجمع أوراقها.. لم ينقصها سوا حدوث ذلك
لم تكن تستمع لوقع الخطوات السريعة للمارة ولا صوت صفارة القطار
لم تكن تهتم أن يدهسها أحد .. كل ما كان يشغلها هو أن تجمع حطام قاربها
لم تكن الوحيدة ذاك الأسطول أيضا كان منحيا .. يناولها الأوراق

سحقا ً كانت تلك الكلمة التي كفأته بها
ولم تهتم لظلال حاجبيه اللذان ارتفعا بتعجب وهو ينظر أليها بابتسامة شبه ساخرة أو خُيـل لها ذلك
.. ماذا يظن  نفسه هكذا قالت في نفسها
هل يعتقد أنها ستشكره .. وقفت تنفض ثيابها وتمشي بخطوات سريعة .. لم تكن تسمع لذاك النداء
لم تنتبه لليد التي ووضعت  على كتفها  الصغير .. هـِ أنت .. ألتفت بسرعة نعم ماذا تريد
نسّيتِ تلك الورقة .. نظرت أليها  قد تكون فعلا الورقة الأهم .. فهي دائما تؤمن بالمقدمة والبداية
وأن أساس الكتابة فكرة .. نزعتها من يديه لم تكن إلى ألان تنظر أليه بل لتلك اليد الواثقة التي تحمل
أبنتها .. شكرا .. قلتها بفتور وأسرعت لتلحق القطار .
تنهدت بعمق ْ .. أخيرا"
تمكنت من إيجاد مقعد شاغرا في أخر الرواق ..
 لم تكن تحب تلك الزاوية التي تعج بصراخ الأطفال وأحاديث المسنين
وروائح الطعام التي تقبض معدتها

كانت تعشق  تلك المقاعد الأمامية .. حيث تتمكن من أطلاق العنان لمخيالتها
وارتشاف قهوتها بهدوء .. لكنها على كل حال سعيدة أنها وجدت كرسي مكونا من مقعدين
كانت تدعو سرا ألا يأتي عابرا ثقيلا .. يفسد وحدتها بثرثرته
أشاحت بوجهها كعادتها للنافذة .. وهي تلعن ذاك الرجل بسّرها كان السبب في سكب قهوتها ..و تبعثر أوراقها
.. وهي الآن تجلس في الصفوف الخلفية بدون قهوة وبأوراق ملطخة .


اليوم الخامس ..


صوت ٌ رجولي واثق : سيدتي هل أستطيع الجلوس
أشارت أليه  دون النظر ..أجل .. ذاك الشّعور المقلق أنتابها للحظة
لكن كانت كلماته الأسرع أسف سيدتي لما حدث منذ قليل
فربما كان الذنب ذنبك .. كنتِ تسيرين بسرعة
لو كنتِ نظرت لأعلى قليلا .. لكنت تفاديتني بسهولة
هنا فقط استدارت .. ونظرت أليه مباشرة أذا هو الأسطول بعينه
وجدت نفسها تتأمله .. ككاتبة كانت تقرأ الوجوه بتمعن
كان مخيفة تلك الرائحة التي تسللت لأنفها منه
لم تكن تغريها الوسامة .. بقدر ما يغريها الحضور لكن لهذا الرجل
رائحة أشبه بمعجون حلاقة منعشّ يوقظ  الحواس
كان باختصار يملك ( رائحة الرجولة النافذة)
هل انتهيت ِ .. قالها بابتسامة ماكرة
اللعنة هل يعتقد أنها  معجبةٌ به .. استدركت انتهيت من ماذا
:: لاشيء مهم قالها .. بعدم اكتراث .. سيدتي هل هذه الكتابات لكِ
:: مضيفاً: عفوا تفضلي .. ناولها كوب قهوة .. لا بد أنه اشّتراه من المحطة
يبدو رجلا ذوقيا ..شكرا ً كانت بحاجة لشرب قهوة ولو من يد كافر
: لم تجبه فورا .. نظرت بهدوء لأوراقها  متسائلة .. هل هي فعلا ً لها ..
: فنحن لا نملك كلماتنا .. أجل أجابت بهدوء صارم  اجل لي ..
وهي ترتشف جرعة من القهوة كدواء محبب
:: هل تتحدثين مع الناس وأنت مطأطأ الرأس عادة ٍ
: أذا هو يحاول أستفززها الآن .. هو لا يعرفها جيدا
: تكون هادئة لكنها في لحظة قد تتحول لعاصفة هوجاء
: نعم! وهل عليا أن أرسمك .
:: ضحِك .. كانت ضحكته تعبث بأفكارها لم يكن ينقصها سوا هذا الأسطول المتبجح
:: لا .. لكن.. عليكِ النظر لوجوه الآخرين
ثم من طريقة نظرك ليّ  منذ قليل أجزم أنكِ سترسمينني عن ظهر غيب
: اعتدلت في جلستها .. تحاول جاهدة ضبط أعصابها  يبدو أن يحاول أخراجها من قوقعتها

: أجل معك حق نعم تفضل هل هناك ما تريد التحدث عنه
:: يبدو أنكِ فعلا قوية ..أسترسل
:: هل ما تكبينه فعلا لكِ أم تقتبسينه

: لا ... كادت أن تصرخ كثيراً .. أن يحدث كل هذا في يوم واحد
: يصدم بها .. يبعثر كتابتها .. يأتي ليجلس قربها .. ثم يتهمها
: حاولت أن تستعيد هدوئها .. حبست أنفاسها المتتاليةٍ لن تجعله يخرجها عن طورها
: قالت بثقة : اجل أنها كتاباتي
:: هتف رائع ..
 : قالت بسخرية
: ماذا .. قُـلتْ..
وأضافت
: أها .. حسناً شكرا لك .. لكن ما هو الرائع يا سيدي
وأنت لم تقرأ منها شيء .. أم تقصد نوعية الورقْ.
أشار لها بورقة يحملها بيده
:: بل سيدتي هناك ورقة .. سقطت منكِ وعندما وجدتها قرأتها
: وأسرعت للصعود للقطار رغم أن وجهتي ليست هذه المحطة
فلعلها تهمكِ ..
: تناولتها وهي تشعر بالارتباك
:أذا الرجل ليس وغدا .. كما ظنت بل شّهم أو ربما يدعي ذلك

: نظرت أليه من تحت رموشها بخبث .. أقدر لك ذلك .. لكن هل تكفي ورقة للتعريف
:: قائلا .. بل تكفي جدا أحيان الكلمة تكفي .. وتلك النظرة تكفي
: مستدركة أي نظرة
.. نظرتُـكِ سيدتي لكِ عينان جميلتان جدا
: لم يكن الأول الذي تغزل بعينيها .. لكنه كان الأقوى تأثيراً
: : بصوت ناعم ونبرة حانية مفترا عن ابتسامة تظهر أسنان منضودة 
أتعرفين لعلك أحسنت صنعا أنك ِ تخفيهم وإلا لأحدثتِ  أزمة بالسير
تلك العينان جوهرتان لا بد أن تحفيظهم جيدا
.. انهمكتْ في فرك كفاها الناعمان لتخفي توترها  الحقيقي
 هل أنت جالس بقربي الآن تتغزل بي ّ ؟
:: وهل عليا أن أخفي الحقيقة ليس غزلا سيدتي
عيناك ككلماتك ِ تماما  .. هل تستقلين هذا القطار عادة؟
أجابته بصوت غريب عنها ... أجل عادة .. لا وجهة لي سواه.
توقف القطار ..وقف ليفسح لها الطريق
 أسرعت لألتقط حقيبتها حرصت هذه المرة على وضع أشيائها بداخلها
وهي تنفض خصلة شعر ذهبية تدلت على جبينها
لم تكن تعرف تأثير تلك اللمسة على قلبه
تعمدت عدم النظر أليه ..قائلة بصوت حاولت أن يبدو حاسما لتنهي الحوار معه
وتضمن عدم لحاقه بها ..
. . شكرا ووداعا.
لا تذكر أنها سمعت ردا على.. كلماتها .


اليوم الخامس..

كعادتها توجهت لقطارها اليومي
لكن هذه المرة حرصت على رفع رأسها والنظر بثبات أمامها  ووضع أشيائها في مأمن ... وكأنها
قطة يقظة . . كل شيء كما هو محطة القطار .. حركة السير .. الأصوات والخطوات
كان يقف من بعيدا يراقبها تلك المخلوقة .. الصغيرة .. أثارت اهتمامه ..
لم يكن يجد صعوبة في جذب النساء واستمالتهن .. ع العكس تماما

كان يجد صعوبة في التملص والتخلص منهنّ
التقت عيناها بعينيه ساد بينهم  لعثمة و صمت قصير
أرادت أن تستدير وتغير واجهتها وكأنها لم تراه
الأسطول مجددا .. يا إلهي  هل سيظل يلاحقها
لكنه بخطوات سريعة وواثقة تقدم نحوها .. كان أشبه بكاسحة
مبتسما :مرحبا أيتها الصعلوكة الصغيرة
.. صعلوكة .. !!!
: فتحت فمها من الدهشّة ياله من وقح
: ماذا قلت ..

::  كرر جملته وعيناه ترقصان فرحاً
:: بإصرار...  صّعلوكة
:: لا تغضبي سيدتي ليس لقباً سيئاً على كل حال ..
:: وكونكِ أديبة لا بد أن تقدري المعنى
: ها .. لم يكن اللقب ما أدهشني .. لكن استعمالك له
بهذه الطريقة
:: حقاً سعيدا أنني أخيراً أثرت اهتمامك سيدتي
: ضحكت هذه المرة بالفعل  أنه رجل غريب جدا
:: وضع يده على قلبه ::جميلة جدا تلك الضحكة كل هذا لا يحتمل سيدتي
: يبدو دون جوان كبير .. أنت َ لم تثرّ اهتمامي فقط الكلمة استرعت انتباهي  

:: لا يهم سيدتي المهم أنني هنا! .. هُـنا.. كافية أن تجعلها تتساءل من يعتقد نفسه وماذا يقصد هذه المرة ؟
و من يومها .. وهما يستقلان القطار معا 
ويدور بينهم الكثير من الأحاديث  والجدل الذي  لا ينتهي .


اليوم السادس..


أجل كانت صعلوكة هذا ما اكتشفته  صعلوكة المماليك
أشبة بربرية  .. متنمرة .. تهاجم بكل ضراوة ذاك الدخيل
منذ أن سمعت وقع خطواته آتيا من بعيد
شعرت بالرعب الشديد .. تلك الطريق يا سيدي ليست ممهدة ..

مقفلة منذ سنوات للصيانة .. مشروخة شرّخ كبير
وذاك المسمى القلب كقبو معتم أضحى  بيت للأشباح منذ ذاك التاريخ الحزين
لا أحد يجرؤ على الاقتراب منه .. أشبه ببركة ضحلة لا تعيش فيها  الذكريات العفنة

تفوح برائحة الغدر والرحيل .. قالتها له.. أنها  شبه ميتة .. وقلبها طبياً قد فارق الحياة
لكنه ..كان  مصراً على البقاء . . كانا بين  المدّ والجزر .. أحدهما فوق الماء والأخر عالقاٌ في القعر

قالتها له : عواطفي نحوك ليست مروضة .. مخلوقة شبه سنتوريه أو تلك الحورية النصف بشرية
لا تجيد العيش مع البشر .. وكان هو تعيس الحظ الذي ألقاه الملح ُ على جزيرتها
كان يظن نفسه المنقذ ... ليكتشف مع الوقت أنهُ  الضحية .

اليوم السابع و الأخير..


أتجرع فنجان قهوتي هذه المرة بشراهة وأن أكتب الفصل الأخير
للبداية .. والفصل الأول للنهاية  !

.. عيناها  تلمعان ببريق .. غريب
لا يحدث ذلك دائما .. فلا يتغير بريق عيناها ألا عند حدوث أمرا مهيب
أشبه بذئبة جريحة تنازعُ الموت كل مادنا منها الآجل ازدادت شراسة ومنازعة
وكأنها تنتزع من داخلها ذلك الكائن الملتصق يسارها كي لا يسبب بخسائر
ليس لها القدرة على احتمالها ..
تواطأت تلك النفس معه .. وحاكت مؤامرتها في سكون الليل
لتجد نفسّها في خضم الإحداث وليس في مواجهتها
أي موج هو .. وأي موج أتى به
وأي لعنة حلت بكليهما .. لا أحد يمكنه فهم تلك المخلوقة
هو حاول جاهدا .. نجح نوعا ما .. تسلّـل من المقدمة وليس من الجهة الخلفية
كان ذلك لصالحه .. فهي امرأة تحب الندية .. وكل من قبله حاول مراوغتها واستبحت
مملكتها بمحاولات صبيانية لم يكن له نصيب مما أراد
لأنه لم يكن يجيد محاكاتها .. فقط الرجل الأسطول يملك صواريخ متطورة لم تستطع مضادات قلبها
التصدي لها .. كان أميركي الصنع .. بنقش عربي ..
 وكانت الصعلوكة .. التي تـستهويها النزعة الأدبية .. لكنها على أرض الواقع جبانة جدا
لا تجرؤ على مغادرة جزيرتها عاد هو كم أتى غريقا ً في الحالتين
وبقيت هي .. ملكة الصعاليك  يغزوها شّيب الكلمات مع الوقت ..
أخلت سبيله لعله هذه المرة يجد وجهته الصحيحة.

وكلاّهما منذ تلك اللحظة فاقدٌ لذاكرته بالفعل قبل اللقاء وبعد الفراق !.
لم تكتمل فصول الحكاية .,, فللحكايات مواسم تتجدد كل عام .




نسمة حلم 
4/9/2013
 a: 6:00






حلق المتاهة

أنها المتاهة التي   تحد   سقف   التماهي والازدواجية   المفرطة   في   الترغيب   والترهيب   مزيجُ   صارم يضعك   في   مأزق   حقيقي .. كيف   واذ...