23‏/07‏/2019

مح.ًّ الكلمات

عشت معك تعيسة


لعلي
لم اخبرك علنا ..
ولكنني قلتها سراً
لنفسي الالاف المرات
كان الاعمى لا يحتاج للنظر ليشعر
ببؤسي الشديد ...
وكنت انت الذي ترى وتدعي العمى
لم اشعر معك يوماً ..
أنني أنا .. طفلة أنثى ...
كل ما شعرته .. كان كفيلاً .
بتمزيقي إرْباً إرْبا
حاولت الصمود ..
وتجنبت السقوط والغرق
حاولت التملص والتنصل
وتمنيت أنني أستطيع
الهرب
بعيدا
عنك لكن كل المعطيات كانت ضدي
عاطفتي ..
ثماري ...كانت أقوى من انانيتي
صوت الآم طغى على صوت النفس
وتألمت كثيراً .
دون صوت ولا همس
كنت اظن أن الآنسانية
قد ..
تسد النواقص والثغرات
لكنها ..
كانت لديك وفق الاحتياجات
..
لم اشك يوماً .
في نفسي .. لكنك جعلتني أشك في كل النفسيات
صفعتني بشدة
عديد المرات ..
وكنت في كل مرة . تظهر بمظهر ..
البريء الخالي من الذنوب
.. بينما كنت أنا في كل مرة
على رأس المذنبات
لم أكن انتظر منك شيء
ولا حتى الفتات ..
كنت أتوقع فقط أن أعيش
مستقرة بداخلي ..
شعور الآمان والسلام
لم يولد كي أقول أنه
مات..
وخذلتني أنت وخذلتني الحياةْ
ونظرت لنفسي
متسائلة
من هذه التي في المرآةْ
لم تكن هي التي تصورت
حياة غير هذه الحياة
فلم أنل .. شيء ..
وأكملت ماتبقى من العمر
أقتت .. وأقتت ..
على محَّ الكلمات
دون أن أجد نفسي ..
التي ضاعت مني ذات يوم
وتوارت بين الرفاث . .
فلا عزاء .
لك اليوم .. ولا بكاء ..
على ما فات ..
دفعت ثمن افعال لم اقترفها في هذه الحياة
واليوم
ادفع ثمن ...
الحياة
----
راوية فتحي
23 يوليو
2019

19‏/07‏/2019

غيمة قطار

R F Nisma Alhlm
كان سؤالها مباغتا له!
هل سبق وتخليت عن امرأة ؟
..........
شعرت بتراجع قاسٍ   بنظراته ..من أثر سؤالها
قبل ان يجيبها ؟
بل هي من تخلت عني
كانت تتوقع منه  إجابةٍ مماثلة
.................
ابتسمت بهدوء قبل أن تسند رأسها  للمقعد البارد
وهي تدير رأسها للنافذة وتتطلع بشّرود

قائلة ٍ..)
لابد أن يكون لها سبب وجيه لذلك
...................
كان يتحركُ  بتململ وعصبية وهو يجيبها!
ليس هناك ما يبرر ما فعلته ؟ لم أكن لأتخلى عنها
لم أكن مثاليا لكن لم أكن لأستحق  ذلك منها
..................
قائلة ..)

صدقني
كنت ستفعلها كل ما في الأمر أنها سبقتك لفعلها
وأضافت معقبة
قد تكون فعلٍ جادا
في قولك انك لم تكن لتتخلى عنها
لكنك قد تكون فعلا قد تخليت عنها منذ وقت طويل
ليس بالمعنى المجرد للكلمة
......
متسائلا .! كيف؟
................
تلفظها بصعوبةِ..) أنت  رجلٌ شرقي
يخشى التعري؟
لم تكن منتبهة للحالة التي هي عليها وهي تتحدث
وكأنها نسيت وجوده تماما
كانت دائما تضع نفسها مكان الأخرى وترى كل رجل هو الأخر!
تتكلم بعمقٍ شديد
أجبته بتمهل
المرأة لا تترك الرجل ألا عندما تستنفذ كل المحاولات لاستبقائه
............
مدافعا!
ماذا تقصدين سيدتي
كيف أتخلى عنها وأنا لم اتركها يوما
...............
أجبته!
اجل هنا الطامة الكبرى
إلا تتركها وكأنك تحكم عليها بالبقاء .. وبذات الوقت أنت من  تجبرها على الرحيل.؟
.................
كان يود مقاطعتها
لكن رؤيتها بتلك الصورة ..  من الاندماج
جعلتهُ يرفض قطع حديثها الذي بدأ يأسره ويشد اهتمامه
......................
استطردت
قد نترك ما يجعلنا نتمسك بالأخر
كغياب الحب
كاندثار الحنان
وانزواء الاهتمام
كـ ( الخيانة ) كالخداع ..
كالكذب والتلاعب بالمشاعر بأتقان يصلُ حدّ الإبداع!!
...............
كانطفاء تلك الشعلة التي يقيدها الرجل في قلب المرأة
كنضوب العاطفة
..
حينها المرأة
تسعى للإصلاح قدر المستطاع
تحاول الاسترجاع
وإذا فشلت !
..............
فأنها ترحل دون أسف
هناك نساء تظل رغم كل ذلك
لتذبل وتموت في أرضها البور
وهناك نساء كاللقاح
تتلقفها الرياح
...................
كان يستمع إليها وهو مشّدوه  وربما معجب!
رغم وخز كلماتها .. بدأ يشعرهُ بوجود قلبه؟
فهي تتلفظ بحقائقٍ غائبة قبل هذه اللحظة
وكما بدأـت سؤالها بغتة .
....
تراقصت ضحكة حزينة كسرب طيور مهاجرة
على مبسّمها!
نظر إليها بدهشّة
كيف لها أن تطفو من العمق للسطح بتلك المعزوفة
وكأنها تضع النهاية ؟
نهضت تتلفت حولها وكأنها تلمم أفكارها
.........
قبل أن تستعد للمغادرة..!
لم تشعر سوى بقبضته القوية على معصمها وصوته يحثّها على التوقف
وكأنه يستجديها. ..البقاء
إلى أين أنتِ ذاهبة
نظرت إليه باستغراب مطول
وكأنها تراه لأول مرة..  ولم يسبق أن تحدثت معه
مطولا!
وكأنها استيقظت تواً من جلسة مغناطيسية
من حقبة ماضية !
جيدا أنها لم تقل له
من أنت !
................
لكنه كان مصراً جداً
حتى أنها شعرت بألم طفيف من قبضته قبل أن تنظر إليه بإشارة
جعلته يخفف قبضته لكنه لم يفلّت يداها
وكأنه يخشى هروبها هي الأخرى ؟
اهو أيضا مثلها يرى الأخريات كالأخرى ؟
...........
قال .. ) محاولا ً
استفزازها .. وجرّها لإكمال الحديث
لا بد وانكِ عانيت الكثير
قالها..)
وهو يشعر بتصلب جسدها  تحت ملمس قبضته
رغم محاولتها إخفاء توترها تحت قناع ابتسامة ناعمة
.................
قائلةٍ ..)
لم تأتي بشيء جديد!
كلنا نعاني!
.............
أجل
كلنا نعاني سيدتي
لكن هناك من يعاني الأمرين
مثلكِ تماماً
.........
لم تكن راغبة في إكمال الحديث
شعرت فجأة
بأن السحر سينقلب على الساحر
وستقع ضحية لتخميناته
ويبدو انه يجيد التخمين
أفلتت معصمها البارد من قبضته الدافئة
...............
قبل أن تقول..)
قد لا يكون لائقا أن اذهب قبل إلقاء التحية
لكنني ربما !  أجيد  بدأْ الحديث لكن لا أحسنُ إنهائه
..............
فقط استمتع بالخوض فيه.. فأجدر ما يكون مثيرا للاهتمام هو ما يترك معلقاً
..( عرضة للتكهن
..( ومحل لاشتهاءٍ دائم
...........
لم يمنعها هذه المرة !
بعد سماعهِ  لتلك الكلمات
............
ظلّ يراقبها  حتى توارت
أو تلاشت!
امرأة الغيم ..!
لا شيء ينبأ أنها حقيقة
ألا تلك ؟
...................
المعزوفة الساحرة
التي بقيت ! عالقةٍ
بذاكرته!.
مع غيمة القطار
-----)
راوية فتحي

حلق المتاهة

أنها المتاهة التي   تحد   سقف   التماهي والازدواجية   المفرطة   في   الترغيب   والترهيب   مزيجُ   صارم يضعك   في   مأزق   حقيقي .. كيف   واذ...