23‏/08‏/2012

نسمة والبحار


نسمة والبحار


نسمة تلك المرآة ُ البحرية التي اردت يوما الهروب من  جدران الواقع والتملص من سلاسل  العادات والتقاليد والتحرر بأفكارها
ومشاعرها وفك أسر خيولها الجامحة الرابضة في أعماق نفسها
تلك المرآة التي أحبت يوما ً ولم تعلن الاستسلام لكن الحب

 وحده ٌمن أعلن الاستسلام  

وأقسمت ونذرت وحلفت الف يمين انها  لن تعطي للحب وعدا
ولن تثمر في أرض  ولن تزهر في حقلٍ ولن تراعي ولن ترعى
ولن تهب َ  ولن توهب
غادرت عالمها بوقت مبكر لتدخل عالم أقل رحبة ضيق 
ومحدود خناق  ٍ كغبار متصاعدا
تعلمت كيف ترتدي قناعها وكيف تتنفس عبر ذاك الشق الصغير
كيف تسرقْ وتسترق  مشاعرها خلسة ٍ عنه
لتزفها للورق المتعطش فتشعر بنشوة وحبور
عاطفة من ورق
تعلمت أن ترتبط بالواقع وتعلمت أيضا أن تتعلق بالخيال
كانت لها حياتان
أحدهما تجعل الآخرى تستمر
تدفعها بصلابة ٍ وإصرار


دون ذلك ما كنت لتستمر ولا الى ان تصل
ولعلها الى الان لم تصل
ولم تستغيث واقعها ولا تتقبل وجودها
لازالت الى الان تعتكف وحيدة  قرب شاطئ مجهول ذاك البحار الذي وعدها يوما برحلة دون اذن ٍ للعبور

حتى باتت تتوسل الوقت َ أن يمضي ويتذكر البحار وعده

لتركض متسللة ذات ليلة ٍ مقمرة

تمتطي ذاك القارب المصنوع  بخشب ِالسنديان
تفوح منه رائحة البحر ِ رائحة المطر والزوابع والقصص
كطفلة تنتظر قدوم العيد كانت متهللة مستبشرة

طبعت قبلة كبيرة على وجنتاي البحار

قبل أن يبتسم لها وترتسم التجاعيد العميقة على وجهه
في نظرها كان وسيما 
وكانت في حالة أنبهار 

لتبدأ رحلة نسمة والبحار
إلى اين سيمضي بهم  البحر

فالبحارُ ليس له نهي ولا امر ترك لها الدفة والشراع وقال لها

 قولي لمن خلفك ِ الوداع
فرحلتك ستطول وقد لا تعودين
أمامك الكثير
وقد من المخطار ِ لا تنجين
وأمامك ِ مالا استطيع البوح به الآن لكنك ستكشفينه ُ مع الايام
ابتسمت نسمة بتفاؤل وإصرار
عازمة على الرحيل ِ على الوداع ِ على  الفرار


... يتبع





22‏/08‏/2012

(خسارتي للبعض مكسب ُ للذات)


تسكن ملامحه


تتسرب في مسامه ِ 


تتداخل مع  تفاصيله 

تتو حد ُ  في خلاياه

ِ 

تتسلل إلى ذاكرته دون استئذان 

تتوسد في مقلتيه طيفاً لا ينام 

تركض كالجامحة ِ في شرايينه

وتدق طبولها  الرعناء

على أعتاب قلبه ِ  الشريد

تائه ُ ُ هو بدونها ., لكنه ٌ شخص  ُ ُ عنيد

وهي أمرآة

حميمة ُ ُ لحد الالتصاق




مستحكمة كقيدٍ محكم الوثاق

واثقة ُ ُ من خطواتها

لا تستجدي البقاء َ


ولا تخشى ُالفراق ْ

لا تهاب النهايات

تجفف دموعها تبتلع ُ صدماتها

وتقف بثبات

صابرة ُ ُ

على ماقد يأتي وماقد فات

ترفع شعار

لطالما خبئت لنا الحياة المفاجأت 

(فخسارتي للبعض مكسبُ ُ للذات)

 نسمة

21‏/08‏/2012

الفاعل ., أو المفعول به


ليس القدر الذي أريد

وليس بالوضع الذي أستغيث

وليس بالآمر الذي قد أرغبه

لكن الحياة تفرض قواعدها .,,

 وتضع شروطها للاستمرار أو الرحيل والخيارات المطروحة محدودة والأفق الممتدة ضيقة  

أو الانزواء والاعتكاف لوقت ٍ طويل

دون إلقاء المواعظ والخطب .., ولا ترديد عبارات اللوم والعتاب

وأبتلع الصدمة جرعة واحدة فأبتلعها على جرعات يجعلنا نعتاد الطعنات

والتوقف باندهاش لا يوصلنا لحلول

بل يجعل منا دمى ., متحركة

قد ندري وقد
لا ندري هنا من المخطئ بحق الأخر .. ومن الملام على فعلته

الفاعل ., أو المفعول به


فكلاهما قد يفعل ما يستحق ما حدث له

تلك فلسفة معقدة لمن يستعصي عليه فهم الأمور وبسيطة جدا وسلسة لمن يعافر مرارا بشق الانفس

ويتنفس الصعداء في كل مرة على أمل أن تكون الأخيرة

ليكتشف أن عليه أن يتعلم مهارة حبس النفس

 في مستنقع الحياة

ليجد نفسه في النهاية قد أعتاد الأمر فقد يصبح أحد تلك المخلوقات البرمائية المتكيفة ., أو قد يصبح مجرد مخلوق لا ملامح له .
 نسمة

08‏/08‏/2012

أيها الموج ُ


أيها الموج ُ
فيك انتحاري !
وفيك غرق ُ ُ أردته ُ باختياري
وفيك سفينة نجاة ٍ وراكب ُ ُ لا يستغيث ُ انتظاري
وفيك تلبد روحي وتشتت أفكاري
وفيك متاهاتي والبوصلة في يد ِ من يملك القرار ِ
وفيك مدي ومنك جزري

وأن بينهما أعيش ُ حالة احتضاري
للموت مجددا والولادة ِ في قاع ِ تكتنفه ُ الأسرار
وفيك كل حكاياتي البسيطة ورواياتي العميقة
وشجرة الروح تنبت ُ في عمق ٍ

فتنمو بصلابة وإصرار ِ
لا موج ُ يقتلعها ., ولا قوة إعصار ِ
والروح أضحت مستلمة ٍ لا تهوى العيش َ دون ذاك المغوار ِ
تقف على أعتاب شاطئها تنتظر سفينة ٍ وبحار ِ
والفيروز الأزرق ُ لا يهوى الانتظار ِ

سابحٍ  في موانئ العشق ِ
يهوى الارتحال َ والتجوال ِ
منارته ُ عينيها
وأن ناءت به ِ الأقدار ِ



وأنا تلك الفتاة الغارقة ُ بمحض اختياري
تنظر بعين ٍ قاحلة لذاك الآتي من وراء البحار ِ
ممتطيا ً قارب لا يسع سوى عاشقان ِ
يفرد شراع باليا ً

منهك الملامح ِ من الأسفار ِ
وفي عينيه ِ سؤال ُ ُ ملحا
لازلت   يا صغيرتي بانتظاري ؟
وتجيبه ابتسامة  ٍ أرهقها الانتظار

لم أيئس يوما ً فالعشق عندي يا سيدي موت ُ ُ وبحر ُ ُ وأسرار
وأنت الموج ُ الذي توارى قصرا دون اختيار
وعاد مشبعا بحنين ٍ
معلن ٍ عن قدومه ِ هادرا ً

كدماء ضجت في شراييني
فأحيت الروح بعد موت ٍ
أستوحدَ
 كالنديم  ِ
وكأنه ُ العائد من الموت ِ ..
يحيي تلك الروح ِ
فلم يكن أحدهما يشعر بالحياة ِ
ولا يستغيث ُ الأنتظار
لا تلك الفتاة ولا ذاك البحار ِ .
نسمة

حلق المتاهة

أنها المتاهة التي   تحد   سقف   التماهي والازدواجية   المفرطة   في   الترغيب   والترهيب   مزيجُ   صارم يضعك   في   مأزق   حقيقي .. كيف   واذ...