ألوان متطرفة
ـــــــــــــــــــــــــ
تطفِئُ سراج قنديلها كل ليلة لتضيء أخر
تتوهج بصمت
وتسترسل بسكون
هي لا تعرف سوى طريقة واحدة
لمعرفة الحقيقة
.................
تغمض قلبها وترى بعقلها
تبزغ ألوان متطرفة
بعيدة كل البعد عن الانحياز
.. لكنها للحيادية تنحاز
.. لكنها للحيادية تنحاز
متوازنة مع لا معقول
ومتناقضة مع طبيعتها
تريد أن تنشئ فكرة متطرفة !
أشبه برسم ابتسامة على صفحة ماء ْ
البعض يعلمهم الابتعاد صنع المسافات
والبعض يعلمهم الوقت الاستغناء عن
الكثير
هي متوغلة لحد التسرب
........................
وسطحية تطفو كلوحٍ خشبي
تجيد التكيف والتلون بتطرف! غير مسبوق
بعيداً عن لون الخداع .. لكن أشد قرباً
منه
مرنة لحد الالتواء والمسايرة بـ
أدراك
تفضل العتمة القاتلة على الضوء الزائف
........................
تهرب من نسيج العنكبوت برغم وهنه
.. لتقع في الشراك رغم فتكها
متطرفة بعيدة عن عين الواقع تمتد أميال
صعوداً
تهبط بجدارة .. مدركة أن الهبوط
يحتاج لمهارة تفوق الصعود
هنا تنطق كلمة ..وتتبسم أخرى بصمت ..
وتضحك ملىء شدقيها تلك المختفية وراء
معنى غير مريح
توارب بسمة هاربة وراء حجرة نصف مغلقة
تقود للداخل لا للخارج
هي تتمرن على مغازلة أبطال
كلماتها
همّ مصرون على نزع كلمات الحب من
شفتيها
لا تلومهم فالكل يـ ستهويه الرحيق
والمعنى الرقيق
...................
ويظل هناك خيط رفيع يتسلل ببطء
شديد
لا يكشف عن نفسه ألا لحين يلتف جيداً
حول تلك الكتلة النابضة
ألوان متطرفة
ليست بلون الربيع ولا الخريف
ولا بثلجية الشتاء
...................
ولا بوهج الصيف
تأخذ ملامحها من على إطراف الرصيف
لتمضي عابرة .. كالعابرين
تقف عند محطات
المسافرين .. واللاجئين
والمهجرين
ولمن يعبرون كل يوم صباحا ليعودون ليلا
دون قياس الوقت
متطرفة تقف بصمت عند ناصية
الطريق
تشير بيديها لعربة أجرة .. لا
تحب استقلال عربة خاصة بها
يروق لها صوت المذياع ورائحة التبغ
الرخيص
ونظرات السائق الفضولية .. تستفزها
..ترى نفسها غامضة
لدرجة رغبة الآخرين باقتحام صمتها دون
أن يجرؤ
القاء نظرة عبر النافذة لتلك الوجوه
المتدفقة
.....................
وتلك النظرات الشاردة الخطوات
المتقابلة للمارة كلها تمشي صوب الأخرى
لكن اغلبهم لا يعرف الأخر ...
تذكرها تلك اللقطة الأزلية بالحياة باختصار
لتقف نظرة عائقة .. تسمى حب من أول
نظرة
أو لعله أعجاب يجرّ معه المزيد
...........................
بإمكانها أن تطلق العنان لأفكارها عند
تستقل عربة الأجرة
يسألها عن وجّهتها فتقول أستمر لازالت
المسافة طويلة
غالباً هو لا يجيب فالثمن هو كل ما
يريد
لكن أحيان لفضول البعض
.................
فعل أشبه بوأد فكرة تتبلور
يعاقب عليها بنظرة مبهمة
قد يظنها أمرآة خرجت تواً
من مصحٍ عقلي
لعله يرثى لحالها
..........................
ولا يظن أنه المرثي
تحجم عن الفصح عن ألوانها المتطرفة
فهي حق محفوظ .. وسرّ لا يذاع
تمضي متأبطة حقيبة ملونة
.........................
تحتوي أشياء مبعثرة
لكلّ منها قيمة معينة
سنوات غابرة مرت
تعج بوجوه كثيرة
تتلوى بألسنة الكذب
................
متطرفة الألوان
ـــــــــــــــــــــ
تحمل عناوين كثيرة
وتفاصيل محشوة بصناديق فارغة !
- 20/3/2014
3:00ص
نسمة حلم
نسمة حلم