13‏/11‏/2023

الأرملة السوداء

الكاتبة راويه فتحي



الذاكرة 

تقفُ على حِياد 

.

.

صفقت الباب ورائها 

وركضت مسرعة.

لم أسمع سوى صوت 

صرير عجلات السيارة 

.

لم أتحرك  من مكاني

جالس غير منتبه لبقايا 

سيجارتي !

 غير  واعً أو مكترث 

..

أشعر  فجأة برغبة  شديدة في النوم

.

لإيقاف الزمن 

والخلود لسبات طويل

.

.

أنا منهك 

لحدٍ لما أعهده من قبل .

.

لا يهمني حتى إلى أين ذهبت أو لماذا ذهبت

أو هل ستعود وأن غادرت للأبد

.

أريد أن أنـام .

.

لكنني لا أستطيع الوقوف 

والسير حتى غرفتي 

وكأنني فقدت كل 

قدرتي .. !

أصيبت أعضائي بشلل 

تام

.

.

تماماً 

ك مشاعري نحوها !

.

.

القيت برأسي المتعب على حافة 

الكرسي الحاد

.

.

وغرقت في نوم عميـق 

لم أنم منذ سنوات طويلة

.

.

بهذا الشكل

.

لا أدري متى أستيقظت 

ربما !

مر يومٍ أو يومان أو أكثر

.

نظرت بطرف عيني

.

.

للنافذة 

كان الضوء المتسلل مشوب برذاذ 

الغبار 

.

.

والصمت مطبق 

حتى أصوات الكناري التي كانت 

تغرد في هذا الوقت بالتحديد

خبّت 

هل ماتت ؟

.

كم أستغرقت في النوم

.

لا. يمكن أن أكون نمت لإكثر من أربع وعشرين ساعة

لن تموت الطيور بهذه السرعة

.

لماذا لما يهاتفني أحد أو يطرق بابي 

أحد 

.

كل هذه الأفكار 

وأنا جالسُ لا أستطيع الحراك

.

علبة سجائري 

.

المنضدة 

.

بقايا كوب قهوة ونصف كوب ماء 

.

بل حتى ثيابي التي أرتديها 

لم تكن ثياب البيت 

.

لازلت أرتدي بنطلون الجينز والجاكيت 

البنية والقميص المقلم 

بل حتى جواربي

بإستثناء 

.

حذائي الملقاة هناك

.

هل الأستيقاظ من النوم

اشبه بالعودة من رحلة سفر

مضنية

.

حاولت أستجماع أفكاري 

ماذا حدث !!!

.

لماذا أنا عاجزُ بهذا الشكل

.وكأن أنفجار نوويا 

حدثً..

هذه المرة لم تمهلني 

ولو للحظات 

أعلنت الحرب 

وانهتها في لحظات !!

..

قذفت بقلبي كمزهرية

وهشمت روحي 

بعبارة واحدة

.

حتى جسدي دفع

الضريبة

.

هي الوحيّدة

التي يمكنها أحداث كل هذا الضرر 

بيّ !

..

دون أن تكترث لمصابي 

.

لكنني

هذه المرة 

.

لم أستخدم أياً من أسلحتي

وتجردت أمامها 

تماماً

.

قتلتُها عدة مرات 

بِصمت 

وقتلتني علانيةً  

.

أستحقيت نهاية مماثلة .

أمتدت أناملي مرتجفة 

لعلبة السجائر 

.

أشعلت بصعوبة واحدة منها

..

رائحتها هذه المرة

كرائحة رماد البارود

بعد حربٍ طاحنة

.

ومذاقها كالموت

.

حاولت تحريك قدمي

..

يمين وشمالاً 

عليا النهوض

.

لا يمكنني أن أبقى هكذا

كجثة هامدة

..

لم أنتبه لوقع خطوتي 

جسدي برمته  مصاب  بالتنميل

أذكر 

أنني كل مافعلته هو أنني 

أفلت مياه الصنوبر في حوض الاستحمام

والقيت بجسدي دون أن أنزع ثيابي

..

لا مقدرة لدي على فعل ذلك

كل ما همني حينها

هو أن أستيقظ مما أنا فيه

لا أدري كيف ومتى

لكنني وجدت نفسي 

في غرفتي مرتديا 

..

ثياب جافة 

وملقى على السرير 

أحدق في سقف الغرفة

..

حتى شعرت بأصوات  تقرع في معدتي .

هل أنا جائع !

بل هل أنا عائش 

..

هل يجب عليا أن أتناول شيء 

..

أم أن اتجاهل هذا النداء

لم يكن لدي رغبة 

ومع ذلك وجدت نفسي 

متجها للمطبخ 

وأنظر لمحتويات الثلاجة

..

كعادتها كل شيء في مكانه

وكأنها  تعرف سلفاً ما سيحدث

..

مددت يدي وتناولت بعضاً 

منه ..

شعرت بدفء أصابعها وهي تعده

..

تباً لها 

أكره طريقتها في جعلي 

عاجزً تجاهها

لم أفكر أبعد من ذلك 

أريد أستجماع قوتي 

ولعق جراحي كحيوان

هُزم في معركة بقاء

….

لعلي سوف أبقى لفترة من الوقت

على هذه الحال

..

هاتفي !

أذكر أنني أقفلته عند نشوب 

الشجار بيننا

..

على كل حال لا أحد قد يهمه أمري

بقدر ما كانت تفعل 

..

ولا أريد أن أسمع صوت بشرياً 

لوقت طويل

لعلها تتصل وعندما تجده مقفلاً

سوف 

يساورها القلق

وتأتي

لِتتأكد من دفني

حياً

في ذاكرتها 

..

وتصبح الأرملة السوداء 

،،،

لكنها

لن تعود 

أعي ذلك 

أنا فقط أحيكُ سيناريو  فاشل

….

بينما 

هي الآن في مكان أخر أبعد مايكون

عن هنا ..

كما حلمت  وأرادت دائما

( حياة دون رجل )


تاركةً اياي ..

( رجلُ دون حياة )


12:am

14/11/2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

حلق المتاهة

أنها المتاهة التي   تحد   سقف   التماهي والازدواجية   المفرطة   في   الترغيب   والترهيب   مزيجُ   صارم يضعك   في   مأزق   حقيقي .. كيف   واذ...