عشت معك تعيسة
لعلي
لم اخبرك علنا ..
ولكنني قلتها سراً
لنفسي الالاف المرات
كان الاعمى لا يحتاج للنظر ليشعر
ببؤسي الشديد ...
وكنت انت الذي ترى وتدعي العمى
لم اشعر معك يوماً ..
أنني أنا .. طفلة أنثى ...
كل ما شعرته .. كان كفيلاً .
بتمزيقي إرْباً إرْبا
حاولت الصمود ..
وتجنبت السقوط والغرق
حاولت التملص والتنصل
وتمنيت أنني أستطيع
الهرب
بعيدا
عنك لكن كل المعطيات كانت ضدي
عاطفتي ..
ثماري ...كانت أقوى من انانيتي
صوت الآم طغى على صوت النفس
وتألمت كثيراً .
دون صوت ولا همس
كنت اظن أن الآنسانية
قد ..
تسد النواقص والثغرات
لكنها ..
كانت لديك وفق الاحتياجات
..
لم اشك يوماً .
في نفسي .. لكنك جعلتني أشك في كل النفسيات
صفعتني بشدة
عديد المرات ..
وكنت في كل مرة . تظهر بمظهر ..
البريء الخالي من الذنوب
.. بينما كنت أنا في كل مرة
على رأس المذنبات
لم أكن انتظر منك شيء
ولا حتى الفتات ..
كنت أتوقع فقط أن أعيش
مستقرة بداخلي ..
شعور الآمان والسلام
لم يولد كي أقول أنه
مات..
وخذلتني أنت وخذلتني الحياةْ
ونظرت لنفسي
متسائلة
من هذه التي في المرآةْ
لم تكن هي التي تصورت
حياة غير هذه الحياة
فلم أنل .. شيء ..
وأكملت ماتبقى من العمر
أقتت .. وأقتت ..
على محَّ الكلمات
دون أن أجد نفسي ..
التي ضاعت مني ذات يوم
وتوارت بين الرفاث . .
فلا عزاء .
لك اليوم .. ولا بكاء ..
على ما فات ..
دفعت ثمن افعال لم اقترفها في هذه الحياة
واليوم
ادفع ثمن ...
الحياة
----
راوية فتحي
23 يوليو
2019