Rawia fathy
بِهدوء ساحق أجلس تائها .. أقلب بِمضضٍ بوصلتي
. . ارقب الكثبان .. الرملية ..
وكأن الواحة تساوت والسراب ..
والقوافل .. بالعقارب والثعابين ..
لا أنا قادر على البكاء
...
ولا أنا أستطيع الضحك سخرية من سودوية القدر ..
..
كرهتك ياسيدتي .. وامعنت في كرهيتك .. ولعنك وشتمك لساعات وساعات.. من خلال واقعي المشبع بالخيبات
..
بل وأنني حاولت اقناع نفسي
أنني كنت ألهو معكِ .. لم أكن لإحبك . .
بل كنت استدرجك لغاية في نفسي ..
وكان لي ماأردت دون أن اعلم أنني انصب مشنقتي
والفها بيدي حول قلبي ..
..
كلهم وقفوا ضدي .. ووحدك وقفتِ ...
بعيداً تنتظرين .. النهاية ..
بصبر عجيب ..
وكأنك تتربصين .. أنتِ الأخرى
لتأخذي ثأرك مني ..
لمحت في عينيك ...
حقد قاتل ..
ووهج الحب يخبو رويداً رويدا
..
مكثت في عزلتي .. أنتظر حدوث معجزة .. تعيد ترتيب
بعثرة حياتي ..
لم أعد قادراً
على لفظ كلمة واحدة ..
خوّفا .. من الفزع جراء ردة فعل ..
منكِ
تهدم ..
اوهامي ..
دعيني أوهم نفسي
أنكِ
على حبكِ ما استطعتِ
دعيني آمني نفسي بعودة ..
وأنا ارى النهاية يدنو آجلها
واحاول عبثاً .
أن أطيل امدها ..
....
يوم اهديتني تلك البوصلة
لم اسألكِ ..
قلتِ لي
هذه البوصلة كلما تهت عني ستدلك
لمكاني ..
يوّمها لم اعير ماقلتِ أهتمام
واعتبرتها هدية كسائر الهدايا
كنت مأخوذ بنشّوة لقائك
وفوزي .. بقلبك ..
متباهياً
وأنانيا .. محتكّراً ..
وانتهازيا ..
....
وكأنني أملك حق الوصاية عليك
حاولت كثيراً الهرب من عينيك ..
وفي كل مرة أخفق كنت أعود
واحاول أستمالتك وترتيل الوعود على مسامعكِ ..
و ...
تعودين .. لماذا تعودين
أتصدقين .. لم اسألك
يوّماً
لماذا تقبيلن ..؟
أن تكوني لعبة !
لرجل لم يعطيك ..
سوى مايريد ..
رجل لا يجيد سوى فهم نفسه ..
وتلقينها مهارة .. نصب
الشراك
دحتى لا تجدي مخرجا . ..
لم أكن حينها مدركاً
لحقيقة بشّعة ...
هو أنكِ الفخ والشّرك والخطيئة
وأنني مفترس فاشل ...
حاول تقلد دور بطولة ..
ليثبت لكِ أنه رجل جدياً
بينما أنا ياسيدتي
رجل عنتري .. لا يمتلك الشجاعة لمواجهة الحب
بل أنني اسخر منه سراً ..
بينما أمدحه في العلن
وأبدو كعاشقا للفكر والأدب
بينما أنا لا أجيد سوى مهنتي
وحصاد خبرتي ..لكنني لم أجد طريقة تصلني بك
سوى عبارات جوفاء أرددها ..
ليست لإقناعك بل ..
لمنح نفسي مزيدا من الوقت
والوقت سيمضي ...و ستمضين معه
..
تتألمين بعض الوقت .. وتبتسمين بعض الوقت ..
ستشتاقين لي بعض الوقت
وستكرهينني معظم الوقت ..
..
أما عني يا سيدتي
فأنا سيد الوقت ..
ولعبتي الوقت
شافية وسامة
شائكة وناعمة
متوقعة ومفاجئة
أمررُ بها الآمسيات الضجرة
رجل مثلي غريب الطباع ..
متوحد الصفات
أرى النساء .. معلبات طعام محفوظة
لابد لي من فتحها لأكتشف مذاقها وأستبيان الأختلاف ..
..
و أعود كرجلٍ .. مهذبٍ
اعتمر .. طاولة وحدتي أتناول بمنتهى الرضا #وجبتي
فهي نصيبي وقسمتي
أحتفظ بالعلب على الارفف
واتسكع .. بعيني .. باحثاً
عنكِ ..
ماذا تفعلين ..
كيف تقضين وقتكِ
هل تقومين بخيانتي ..وأخفاء الأسرار عني .
..هل لازلتِ لم تكتشفين لعبتي
لايمكنني البوح بما افكر به... .لم اتعلم مبدأ المشاركة الوجدنية
لازمتني عقدة .. الخوف
من التعبير من الأندماج من التغيير
لاأريد أن اصدم ..
بمواجهة الحقيقة
تعودت الانصات لنفسي .. وتجاهل أوجاع الآخرين
حتى أعتدت حالتي
...
..
عزلتي .. هالة تحيطني
بنوع من الحماية الوهميّة التي
أحتاجها
لإخفي ضعفي وقلة حيلتي وأتدثر بالصمت
المميت ..
...
وأنا اعقد هدنة مع الوقت ..
لنتوقف .. قليلاً
عند هذا الحد ..
التقط أنفاسي ..
لأعيد كرّتي ... دون أن أتقبل فكرة
أنكِ .. لم تعودي جزء ٍ من
#لعبتي
..
راوية فتحي
نسمة حلم
11:35
الآثنين
15/6/2021