ليتني مثلك يابحر

قَارَبَتْ
الثلاثينَ عَامَا ً
وَأَنَا أَبَحْثَ ُ عَنْ الْحُبِّ
لَمْ أَكُنُّ أَظَنَّ ُ
بِأَنْ الْخِيَارَاتِ ِ قَدْ تُصْبِحُ أَمُرَّا صَعْبَ
. فِيمَا مَضَى عَنْدَمَا كَنَّتْ صَغِيرَةُ
, أَعْقِدُ ُ الظفيرة ..


كَنَّتْ أَحُلْمَ بِفَارِسِ مِقْدَامِ
وَكَنَّتْ فِي أحْلاَمِي , أَميرَةَ
وَمَضَتْ الْأيَّامُ وَلَمْ أُعِدُّ تِلْكَ الصَّغِيرَةَ
وَاِنْفَكَّتْ عُقْدَةُ الظفيرة
وَتَفَكَّكَتْ أحْلاَمُي
كَعُقَدِ ٍ تَنَاثَرَتْ خَرَزَاتُهُ وَلَمْ تُنَظِّمُ
فَمَا تُبَعْثِرُ َ لَا يُنَظِّمُ
وَتَمَرُّ السنين
وَفِي قَلْبَي يَهْوِي ألْفُ سِكِّينِ وَسِكِّينَ
, وَتَرُودَانِي الْأَفْكَارَ
وَتُشَتِّتُنَّي لَيْلَ نهارِ
وَالْحَيْرَةُ ُ تَعْصِفُ بِرَأْسِيِ كَالْْإعْصَارِ
.. هَلْ رَأَيْتُ يَوْمَا حَبَا يُهْوَى الإنتحار
.. أَوْ رَأَيْتُ اِمْرَأَةَ تَكْسِرُ الْمَرَايَا
وَتُسَيِّرُ حافِيَةُ فَوْقَ الشَّظَايَا

وَتَحْتَمِلُ الْألَمُ َ , وَتُفْضِلُ الْفُرَّاقُ عَنْ النَّدَمِ
وَتَبْكِي فِي جُنْحِ الظَّلامِ كَالْنَّدًى يُودَعْ الْفَجْرُ
لِتَسْقُطُ قَطْرَاتُهُ يَغْسِلُ الزَّهْرُ
وَبَقايا أحْزَانِي الَّتِي لَا تَغْتَسِلُ
وَضَمِيرُي الَّذِي يرهقني وَمِنْ أَفَراحَي يسرقُني
وَأُشَرِّدُ ُ بمخيلتي
وَأَذْكُرُ الْمَاضِي الَّذِي رَاحَ
كَيْفَ كَنَّتْ قَادِرَةُ عَلَى مُدَاوَاةِ الْجراحِ
, وَكَيْفَ كَنَّتْ ُ أَسْتَبْدِلُ حُزْنَي بِالْفَرَحِ
, وَأَدْرَكَتْ أَنْ الجروح تَأْتِي يَوْمَا ً
وَتُصْبِحُ ُ لَا تَحْتَمِلُ فَقَدْ اِسْتَبَدَّ بِهَا الْألَمَ
وَلَمْ تُعِدُّ قَادِرَةُ عَلَى أَنْ تَلْتَئِمَ
وَأَنْظُرُ لِلْشَمْسِ أَجِدُهَا لَا تَسْتَقِرُّ
وَالْقَمَرُ يُوَلِّدَ كُلَّ شَهْرَ , وَالْأَرَضَ تُدَوِّرُ
وَتُدَوِّرُ
*

, وَالْبَحْرَ ُ الَّذِي أَعِشْقَهُ لَا يُرْسِي عَلَى حالِ
أَحَيَّانَا هَادِئَ وَأَحْيَانَا كَإعْصَارِ
وَيَتَوَلَّى الْمَدُّ وَالْجَزَرُ فِي حَيَّاتِي دُونَ لِقَاءِ
لَمْ أُعِدُّ أَدْرِي
هَلْ هَذِهِ نِعْمَةُ أَمْ لَعْنَةَ أَمْ أَنَي أَدَوْرَ
فِي دَائِرَةَ مُغْلَقَةٍ وَهَلْ حَقَا
أَرْغَبُ بالإستقرار
أَمْ يسعدني أَنْ أَرَفْعَ أَشَرَعْتِي
, فَالْحَقَّ أَنَي أَهَوَى الْإبْحَارُ
,, وَكُلَّ الموانئ تَمَرُّ بِذاكِرَاتِي
, وَتَرْسُمُ خُطُوطًا فِي مخيلتي
.. فَقَدْ تَرَكَتْ مَرْكَبِيِ لِلْأَقْدَارِ
, وَلَمْ يُعِدُّ يهمني الْمَدَّ و الْجَزَرَ
**
, وَلَا اِرْتِفَاعَ الْبَحْرِ وَلَا اِرْتِطَامَ الْمَوْجِ ُ بِالصَّخْرِ
فَكُلَّ شَيْءَ ٍ فِيكِ مِنِْي
وتعريجك ..
فِي ظُهْرِ كَفِي
تَحْكِي
قِصَّةُ
قُوتُي و ضِعْفَي
و اِنْهِزَامَي و سُخْفَي
وَحَمَاقَاتُي الَّتِي لَا تَنْتَهِي
أحْلاَمُ فَتَاةَ صَغِيرَةٍ
وَشُرُودُ اِمْرَأَةِ تَعْشَقُ الْبَحْرُ
وَقَفَتْ
عِنْدَه

وَقَالَتْ
لِيَتْنِيِ مِثْلُكِ يا بَحْرُ ...!!
عَنْدَمَا أَثَوْرَ أَعَانِدَ ُالصخر
لِيَتْنِيِ مِثْلُكِ يا بَحْرُ
فِي سَاعَةِ الصَّفَاءِ ِ , أَجْرِي بِسُكُونِ نَهْرِ
وَبَيْنَي وَبَيْنَكِ خفايا فَلَيْسَ
كُلَّ شَيْءَ تَظْهَرُهُ ُ الْمَرَايَا
وَبَيْنَ السُّطُورَ
تَكْمُنُ الْحَقَائِقُ وَتَكْتَشِفُ الْخَبَايَا ...
*
*
بِقَلَمِيِ
نَسَمَةُ
تَحِيَّاتُي
وَجَدَتْ أَنْ خَوَاطِرَي تَنْقُلُ وَتَنَسُّبَ لِنَاقَلَهَا دُونَ وَجْهِ حَقِّ
لَا أُسَامِحُ مِنْ يَدَّعِي أَمْتَلِكُ َ قَلَمَي