كان لقاء ٍ معه بعد مدة ٍ ليست بالقليلة
الساخرة المريرة
وقد زحف بعض الشيب ليخضب شعره
ليعطيه ِ طلة ٍ رزينة
تصافحنا ,وأحتضن بكفيهِ الحانية كفي الصغير وتعانقت
عينيان
عنــــاق ٍ طــويل
جلسنا
في مربع ِ بيتنا الصغير
رائحة الورد تمتزج برائحة الياسمين
ونسائم باردةٍ تشعرني
بنشّوة عارمة ٍ بحضوره
المثير
كا الأيام الخوالي , بعد كل هذه المدة
الطويلة
لازلت ُ أشعر نحوه ُ بِآلفة فتاة الثامنة
عشّر
وكأن لم يمضي على فراقه شهر !
كأن الوقت لم يحرك من ساكن
كــان حوار ٍ معه
أعقبه ُ صمت طويل مزقته أهٌ
طويلة
قال
أ.. لازلتِ لا تمتين لعالمك بصلة رحم
وتبحثين عن سعادة من وهم
وتبنيين قصور من رمال
يجرفها الموج ُ في لحظة هذيان
ووضع رأسه ُ بين راحتيه
وكأنه مستغرقاً في تفكيرٍ عميق
كنت اتأمله
بحنان
ليس بغريب
أعرف أنه سيرفع رأسه وعيناه
لعيناي
تستجيبان
ويبتسم كالالاف
المرات وأرى حنان
يضاهي حناني
الالاف المرات
كسّت وجه ُ تلك الابتسامة الساخرة
الجميلة
ألا زلت ِ تبحثين بين دفاترك عن تلك
الصغيرة
وذكريات شبابها المريرة
وأسترسل بمرارة ٍ ...
أتذكرين أخر َ كلمة قلتها لي
الصداقة أثمن من الحب
وأدرت ِ ظهركـ ِ ...{ ولم تكملي الدرب
كم كانت مؤلمة جملته الآخير
حينها كنتِ صغيرة .. لم أقدر قيمة هذا الحب..تحاشيت عنه بالرد
أجبته ُ عيناي
أجل أيها الحبيب ظللت كما أنا
رغم أن تعديت العشّرين بكثير
وودعت عمر الزهر من سنين
قال بصوت أشبه بالهمس المثّير للجدل
كم شخص ولد َ وكم شخص مات
كم خيضّت حروبٌ
وكم أُلّفت روايات
كم مر َ على الدنيا من مصائب ومسرات
كم حب مضى وأصبح ذكريات
وأنت لازلت ِ تظنين
أنك محور الكون وحولك فقط يحومون
قلت لهُ
أجل لم تغيرني الحياة
أو بالأحرى لم أجد من يستحق إن أتغير من
أجله
فبقيت أنا تلك المرأة عذراء المشّاعر
سليلة الروايات
وكأن الوقت لم يحرك َ ساكنا ً.
حينها لم يقطب جبينه ولم يبتسم ابتسامته المعهودة
أدركت أنهُ أيضا لم يتغير
ذكرى تجمعُ فذكرياته استوقفتها
كِلاّنا
قرأت ذلك في عينيه ولم ينكر
ابدعتي ... سليلة الروايات ..
ردحذف