نسمة
والبحار
نسمة
تلك المرآة ُ البحرية التي اردت يوما الهروب من
جدران الواقع والتملص من سلاسل العادات والتقاليد والتحرر بأفكارها
ومشاعرها
وفك أسر خيولها الجامحة الرابضة في أعماق نفسها
تلك
المرآة التي أحبت يوما ً ولم تعلن الاستسلام لكن الحب
وحده ٌمن أعلن الاستسلام
وحده ٌمن أعلن الاستسلام
وأقسمت
ونذرت وحلفت الف يمين انها لن تعطي للحب
وعدا
ولن
تثمر في أرض ولن تزهر في حقلٍ ولن تراعي
ولن ترعى
ولن تهب َ ولن توهب
غادرت
عالمها بوقت مبكر لتدخل عالم أقل رحبة ضيق
ومحدود خناق ٍ كغبار متصاعدا
تعلمت
كيف ترتدي قناعها وكيف تتنفس عبر ذاك الشق الصغير
كيف
تسرقْ وتسترق مشاعرها خلسة ٍ عنه
لتزفها
للورق المتعطش فتشعر بنشوة وحبور
عاطفة
من ورق
تعلمت
أن ترتبط بالواقع وتعلمت أيضا أن تتعلق بالخيال
كانت
لها حياتان
أحدهما
تجعل الآخرى تستمر
تدفعها
بصلابة ٍ وإصرار
دون
ذلك ما كنت لتستمر ولا الى ان تصل
ولعلها
الى الان لم تصل
ولم
تستغيث واقعها ولا تتقبل وجودها
لازالت
الى الان تعتكف وحيدة قرب شاطئ مجهول ذاك
البحار الذي وعدها يوما برحلة دون اذن ٍ للعبور
حتى
باتت تتوسل الوقت َ أن يمضي ويتذكر البحار وعده
لتركض
متسللة ذات ليلة ٍ مقمرة
تمتطي
ذاك القارب المصنوع بخشب ِالسنديان
تفوح
منه رائحة البحر ِ رائحة المطر والزوابع والقصص
كطفلة
تنتظر قدوم العيد كانت متهللة مستبشرة
طبعت
قبلة كبيرة على وجنتاي البحار
قبل
أن يبتسم لها وترتسم التجاعيد العميقة على وجهه
لتبدأ
رحلة نسمة والبحار
إلى
اين سيمضي بهم البحر
فالبحارُ ليس له نهي ولا امر ترك لها الدفة والشراع وقال لها
قولي لمن خلفك ِ الوداع
فرحلتك
ستطول وقد لا تعودين
أمامك
الكثير
وقد
من المخطار ِ لا تنجين
وأمامك
ِ مالا استطيع البوح به الآن لكنك ستكشفينه ُ مع الايام
ابتسمت
نسمة بتفاؤل وإصرار
عازمة
على الرحيل ِ على الوداع ِ على الفرار
...
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.