08‏/10‏/2014

(( أ تكون الجمادات أكثر وفاء ٍ من الأحياء .!))

وقفت أسفل الدرج ., تجر خطاها الثقيلة وكأنها كبرت 

عشرات السنين فجأة, عكس قلبها الذي كان يسبقها .. 

راكضاً ..كحصانٍ جامح


تشعر بالرهبة ., 

باللهفة ., بالخوف 

., تتزاحم بداخلها

 التساؤلات 

., ., مخيلتها تقفز

لاحتمالات  

مختلفة 

.,نفضَّت رأسها 

 وكأنها تنفي 

 الأفكار التي تتزاحم بداخلها عن حين غرة .,

 وأكملت الصعود مصممة على إنهاء ما عزمت القيام 

به ِ

  فلم تكن تتوقع أن ., أن يفتح لها الباب  بنفسه .

, ولا أن يستقبلها بابتسامة ودودة  .

فقد كان أخر لقاء ٍ بينهم عاصف ., أنتهى بفراق

 لم يكن الأول لكنه 

 كان الأشد آلم ٍ

 جلّ ما كانت 

تتمناه أن تجده 

كما اعتدت 

متربعا

في عرينه ِ ., متدثرا بدفء ., متوقع عودتها ككل مرة ., كانت تكفيها نظراته 

الثاقبة التي تسبر أغوارها ., لتعود كطفلة أضناها الحنين ُ لحضنّ آلفته  .,  ., دنت من الباب أخرجت المفتاح بارتباك من حقيبتها وهي تتنفس بعمق  وما أن أدارت المفتاح في الثّقب
حتى صدر منه ُ صريرٌ مزعج .. يدل عن عدم 

استعماله  منذ فترةٍ طويلة .

بقلبٍ منقبض ., دلفت الشَّقة ., كانت معتمة ., باردة ٍ ., رطبة ., شعرت بالصقيع يدب  في أوصالها وكأن قبضة ثلّجية اعتصرت قلبها وأخذت  ساقاها تصطكان بقوة ٍ ,’ لم تعد حتى قادرة ٍ على الوقوف ., استندت للحائط تتلمس  بأصابعها مقبس الضوء ِ
لتضيء المكان .,  تشَّعر أن لاشيء بعد اليوم سينير 

عتمة قلبها ., تراءى لها كل  شيء., أنية زهورها

 قد ذبلت , تلك الأريكة  خالية  كل الزوايا تكسوها 

الغبرة

يبدو أنه ُ هو الأخر لم ينتظر ,وغادر بعدها على عجل

 لأول مرة شعرت بغربة في المكان الذي كانت تجدُ 

فيه ِ سكنها ., كل ما تركته ُ باق على حاله  ,,

 عداه ُ هو لم يكن هنا


لم تستطع كتم الشّهقات التي توالت ., ولا بكائها 

 الشّبيهُ بالعويل

خرجت

الكلمات منها كالنحيب

وهي تصرخ مختنقة ٍ  

(( أ تكون  الجمادات  أكثر وفاء ٍ من الأحياء .!))

ما تركته لازال هنا ., وأهم شيء أردته ليس هنا

التفتت والدموع تفيض من عينيها غير مدركة.

, ولا مولية ٍ ., اندفعت نحو الباب ِ لم تعبئ بشيء  

تريد الفرار

من كل ذلك الالم الذي استفحل وفاض ., نزلت 

راكضة 

تكاد تتعثّر وهي لا ترى أمامها سوى سحب 

غائمة.وسيول جارفة لا تجعلها تبصر أمامها  ,

لم تنتبه لذاك



الصاعد ., أمامها حتى ارتطمت به ِ بقوة

.حتى كادا أن يسْقطا معاً,

 لكنه كان أكثر ثبات منها تشبث بقوة بها ,

 لم تكلف نفسها عناء الاعتذار النظر أليه أرادت 

استئناف طريقها .,


 وكأن كل شياطين الأرض 

تلاحقها  ., لكنه لم يتركها 

أحاطها بذراعيه ِ بقوة 

ليمنعها من السقوط ., 

رفعت 

وجهها فزعة.,

لتجد مفاجأة من نوع أخر !!

صرخت بصوت مختنق

 أهو ., أنت

لم يكن أقل دهشّة ٍ  ولا فزعٍ منها . ٍ لكنه .,

 كما تعرفه واثق ٍ يخفي انفعالاته جيدا ً ,

 همس باسمها

 بصوت يظهر كل ما بداخله و رفعها بين  بخفة ٍ 

ليكمل بها صعود  الدرج ِ ., فما كان منها ألا أن 

طوقت 

عنقه ِ بذراعيها ., كانت كعصفور يرتعد .,

 بشَّدة

ازدادت التصاقا به ., وأزداد توحدا بها .,

 شعرا بالدفء والطمأنينة تسريان بروحيهم

حتى وصلا باب الشقة .,

همست قرب أذنه ِ " ما لذي أتى بك

أجابها مغمغماً  بحّبٍ عميّق

"أنتِ !

كانت

أخر كلمة..  قبل أن يدخلا ,’ 

 قافل ٍ الباب  بقدمه ِ
بهدوءْ.

 ‗—

F  ﻟﻧسـﻣ̝̚ R  ̲A̲L̲K̲A̲T̲B̲H ̲N̲S̲M̲H ̲H̲L̲M
 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

حلق المتاهة

أنها المتاهة التي   تحد   سقف   التماهي والازدواجية   المفرطة   في   الترغيب   والترهيب   مزيجُ   صارم يضعك   في   مأزق   حقيقي .. كيف   واذ...