10‏/11‏/2015

تخليت عن امرأة !!



كان سؤالها مباغت له!
هل سبق وتخليت عن امرأة ؟
شعرت بتراجع قاسٍ  في نظراته ..من اثر سؤالها
قبل أن يجيبها ؟
بل هي من تخلت عني
وكأنها كانت توقعت إجابة مماثلة
ابتسمت بهدوء قبل أن تسند رأسها  للمقعد
قالت وهي تدير رأسها للنافذة وتتطلع بشرود
..
لابد أن يكون لها سبب وجيه لذلك
كان يتململ بعصبية وهو يجيبها!
....
لا يوجد سبب يبرر ذلك ؟ لم أكن لأتخلى عنها
لم أكن مثاليا لكن لم أكن لأستحق منها دلك
..................
قالت.
 صدقني
كانت ستفعلها كل ما في الأمر أنها سبقتك لفعلها
وأضافت معقبة
قد تكون فعلٍ جادا
في قولك انك لم تكن لتتخلى عنها
لكنك قد تكون فعلا قد تخليت عنها منذ وقت طويل
ليس بالمعنى المجرد للكلمة
......
متسائلا .! كيف؟
تلفظها بصعوبةِ رجلٌ شرقي
يخشى التعري؟
...

لم تكن منتبهة للحالة التي هي عليها وهي تتحدث
وكأنها نسيت وجوده تماما
كانت دائما تضع نفسها مكان الأخرى وترى كل رجل هو الأخر!
تتكلم بعمق شديد
أجبته بتمهل
المرأة لا تترك الرجل ألا عندما تستنفذ كل المحاولات لاستبقائه
............
مدافعا!
ماذا تقصدين سيدتي
كيف أتخلى عنها وأنا لم اتركها يوما
...............
أجبته!
اجل هنا الطامة الكبرى
إلا تتركها وكأنك تحكم عليها بالبقاء وبذات الوقت أنت تجبرها على الرحيل
كان يود مقاطعتها
لكن رؤيتها بتلك الحالة من الاندماج
جعلتها يرفض قطع حديثها الذي بدأ يأسره ويشد اهتمامه
استطردت
قد نترك ما يجعلنا نتمسك بالأخر
كغياب الحب
كاندثار الحنان
وانزواء الاهتمام
كانطفاء تلك الشعلة التي يقيدها الرجل في قلب المرأة
كنضوب العاطفة
حينها المرأة
تحاول الاسترجاع
وإذا فشلت !
فأنها ترحل دون أسف
هناك نساء تظل رغم كل ذلك
لتذبل وتموت في أرضها البور
وهناك نساء كاللقاح
تتلقفها الرياح
كان يستمع إليها وهو مشدوه  وربما معجب!
رغم وخز كلماتها
فهي تتلفظ بحقائق غائبة قبل هذه اللحظة
وكما بدأت سؤالها بغتة
تراقصت ضحكة حزينة كسرب طيور مهاجرة
على مبسمها!
نظر إليها بدهشة
كيف لها أن تطفو من العمق للسطح بتلك المعزوفة
وكأنها تضع النهاية ؟
...
نهضت تتلفت حولها وكأنها تلمم أفكارها
قبل أن تستعد للمغادرة
لم تشعر سوى بقبضته القوية على معصمها وصوته يحثّها على البقاء
إلى أين أنتِ ذاهبة
نظرت إليه باستغراب مطول
 وكأنها تراه لأول مرة..  ولم يسبق أن تحدثت معه
وكأنها استيقظت تواً من جلسة مغناطيسية
جيدا أنها لم تقل له !
من أنت !
................
لكنه كان مصراً جداً
حتى أنها شعرت بألم طفيف من قبضته قبل أن تنظر إليه بإشارة
جعلته يخفف قبضته لكنه لم يفلّت يداها
وكأنه يخشى هروبها هي الأخرى ؟
اهو أيضا مثلها يرى الأخريات كالأخرى ؟
....
لا بد وانكِ عانيت الكثير
قالها
وهو يشعر بتصلب جسدها  تحت ملمس قبضته
رغم محاولتها إخفاء توترها تحت قناع ابتسامة ناعمة
 قائلة
لم تأتي بشيء جديد!
كلنا نعاني!
.............
أجل
كلنا نعاني سيدتي
لكن هناك من يعاني الأمرين
مثلكِ تماماً
.........
لم تكن راغبة في إكمال الحديث
شعرت فجأة !
بأن السحر سينقلب على الساحر
...
وستـقع ضحية لتخميناته
ويبدو انه يجيد التخمين
أفلتت معصمها البارد من قبضته الدافئة
قبل أن تقول
قد لا يكون لائقا أن اذهب قبل إلقاء تحية المغادرة
لكنني لا أجيد ابتدأ الحديث أو إنهائه
....

فقط استمتع بالخوض فيه.. فالجدير بالاهتمام هو ما يترك معلقاً
عرضة للاشتهاء الدائم
لم يمنعها هذه المرة !
بعد سماعه كلماتها
............
كان يراقبها حتى توارت
وظلت كلماتها معلقة ٍ!



 Alkatbh Nsmh Hlm
R F










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

حلق المتاهة

أنها المتاهة التي   تحد   سقف   التماهي والازدواجية   المفرطة   في   الترغيب   والترهيب   مزيجُ   صارم يضعك   في   مأزق   حقيقي .. كيف   واذ...