09‏/01‏/2022

زاد الرحيل


راويه فتحي
———-


جالسةٌ على مقعدٍ 

بارد!

..

وراء طاولةٍ

 صغيرة!

....

باردة حتى الموت

ملامحٌ خامدة

وجهٌ بارد 

قلبٌ بارد

جسدٌ بارد

وشِفاهٌ جافة !

قلّمٌ فارغ!

أُقلّبهُ  بِمللٍ

ينسلُ من بين أصابعي

الرخوةُ

.........

عينانِ ناطقتان!

تحدقان بك!

بإمعان

ترسلُ أحاديثُّها عبّرَ

 الهواءِ!

تختلط بأنفاسك

تثّيرُ ركود أحساسك

تحدثُّ زوبعة قاتمة 

تهّزُّ جّدع الذكريات

لتهمس!..لِـ ..

في الصمت غاية لاتدركها

سوى النفس

.......

وفي البوح

أستثناء

ولغة لا تحتاج 

لتعبيرٍ .. أو أدلة  

مبهمةٌ !

..

صمتي 

لا يؤجل الاحاديث المعلقة

بيننا!

ولا يُلمح

 بتوقعات محّتملة

..

رداءُ كبرياءٍ

يكادُ يسقطُ!

لِيكشّفُ 

سرّنا المفضّوح

.... 

أدلو !

بدلوي عميقاً

في بئر عينيك

أستقي!

ملوحةَ عُذوبتك  .. !

أسبح كسمكة !

شقية!

في مائك

تكتسب مشاعري 

طراوة!

تنتعش حواسي

...

ينهضُ قلمي 

فجأةٍ 

من كبوته

............

يُفكُ لجامُ لساني!

...

يرّكضُ .. يصَّهل

لا يلتقط أنفاسه

يلقي بنفسهِ

بِحضن الورقة

يتمرغ على أطرافها

محموُمٍ!

...

رويدا ... رويدا!

ينصهرُ الجليد

....

ليتسلل الدفء 

طارداً سموم البَّرد 

...

كل هذا ... وأكثر

في صمتي معك !

وفي حديثي 

الذي لا تسمعه

الجدران !

تنصت أنت الآخر

إليا بصمت

مشبعاً

بالمعاني

.......

أحبس أنفاسي 

وأنظرُ في قعر عينينك

بجرأةٍ لا أبالي

....

أن أتوه في ليليهم

 البهيم!

......................

تغمضُ عينينك

لينقطع خيط رفيعٌ

يصلني 

بك!

.........

وأمتهّنُ الصمت

بشَّفاهي

وأُثّرثّر بعيناي

.........

تلتقيك هناك

روحٌ هائمة.. وجسدٌ عليل!

..........

على وسادة حلّمٍ

بيْضّاءْ

يغادر الليل الموحش الطويل

وتطلُ من عينيك غابات النخيل

واحتي!

وراحتي

..

أنت

وزاد الرحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

حلق المتاهة

أنها المتاهة التي   تحد   سقف   التماهي والازدواجية   المفرطة   في   الترغيب   والترهيب   مزيجُ   صارم يضعك   في   مأزق   حقيقي .. كيف   واذ...