أتـتـني ذات مساء في شتاء كطائر شردت عن السرب
أتت ترتجف من الخوف من البرد
تطلب الدفء والآمان
حضنتها بين كفاي .. أودعتها قلبي .. مسكن ُ ُ كما طاب لها ذاك المسكنُ وطاب
واعتادت دفئي واستأنست أماني
حتى ألفها القلب .. واحتلت كل زاوية في كياني
لم أكن أظن ُ أنها سترحل ُ.. لأي مكان ِ
فقد كانت غريبة ٍ .. عابرة سبيل ٍ
وجعلت لها من قلبي وطن ٍ
ومن عيناي هوية ٍ
ومن شفتاي غدير
ومن صدري بستان ِ
لكنها رحلت ذات مساء في الربيع
تلحق بالسرب البعيد
نظرت أليها واجم ٍ
لست حزين ٍ ولا سعيد
من خلف نافذتي
رأيتها تفرد جناحها بسعادة
لم اقرأها في عينيها
وهي معي
رغم إنني أسقيتها من مدامعي
وأسكنتها بين جفاني
وخبأتها بين أضلاعي
ونسيت أنها طائرا مهاجرا
والطيور المهاجرة
لا وطن لديها
كل هذه الحقائق
أدركتها وأنا لازلت ُ أنظر إليها
تختفي رويدا ..رويدا
عن ناظري
هل ستعودين يا حمامتي
ذات شتاء أليا ؟؟.
وظللت أنتظرها كل شتاء ... وشتاء...
نسمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.