15‏/03‏/2012

ذات شتــاء




أتـتـني ذات مساء في شتاء كطائر شردت عن السرب



أتت ترتجف من الخوف من البرد


تطلب الدفء والآمان


حضنتها بين كفاي .. أودعتها قلبي .. مسكن ُ ُ كما طاب لها ذاك المسكنُ وطاب


واعتادت دفئي واستأنست أماني


حتى ألفها القلب .. واحتلت كل زاوية في كياني


لم أكن أظن ُ أنها سترحل ُ.. لأي مكان ِ


فقد كانت غريبة ٍ .. عابرة سبيل ٍ


وجعلت لها من قلبي وطن ٍ


ومن عيناي هوية ٍ


ومن شفتاي غدير


ومن صدري بستان ِ






لكنها رحلت ذات مساء في الربيع


تلحق بالسرب البعيد


نظرت أليها واجم ٍ


لست حزين ٍ ولا سعيد


من خلف نافذتي


رأيتها تفرد جناحها بسعادة


لم اقرأها في عينيها


وهي معي


رغم إنني أسقيتها من مدامعي


وأسكنتها بين جفاني


وخبأتها بين أضلاعي


ونسيت أنها طائرا مهاجرا


والطيور المهاجرة


لا وطن لديها


كل هذه الحقائق


أدركتها وأنا لازلت ُ أنظر إليها


تختفي رويدا ..رويدا


عن ناظري


هل ستعودين يا حمامتي


ذات شتاء أليا ؟؟.


وظللت أنتظرها كل شتاء ... وشتاء...


نسمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

حلق المتاهة

أنها المتاهة التي   تحد   سقف   التماهي والازدواجية   المفرطة   في   الترغيب   والترهيب   مزيجُ   صارم يضعك   في   مأزق   حقيقي .. كيف   واذ...