29‏/11‏/2012

على مقربة من البياض


على مقربة من البياض
قصة قصيرة 
 ترتدي الأرض وشاحاً أبيضاً ., تتدثر بثلوجه
وهي
تقف على بضع خطوات منه .,تلتحف معطفها .,الرمادي كالوجع , وشعرها الخريفي الحزين تبعثره الرياح

الباردة ساهمة ُ ُ نحو الأفق ِ لم يكن معها ذاك الوقت سوى صوت عبد الوهاب
وهو يترنم بشجن على العود

 (جايين الدنيا ما نعرف ليـــــــــــــه ولا رايحين فين ولا عايزين ايــــه مشاوير مرسومه لخطاوينـــــــــا نمشيها في غربة ليالينـــــــــــــــ
فجأة التفت بابتسامة دون تفسير

 !
" لا ادري مابي ., لربما أدعي الحزن ولست كذلك 
هو
كان يدخن سيجارته بنهم وكأنها آخر سيجارة على وجه الأرض
رمقتها بنظرة حسد ٍ ., كم تمقت ُ تلك اللعينة التي تأسر الرجال ., وهي مجرد دخان
وابتسمت بلؤم محبب وهو يكملها ويسحقها تحت قدميه
همست بداخلها 
- ( يالله كم الرجال يفتقرون للوفاء ) حتى مع سجائرهم
نظر إليها عاقدا حاجبيه بعمق غامض ., كمحيط لا قرار له

قائلا
ادعائك للحزن ِ ., أشد ُ وطأة ٍ من الحزن ..؟!
هزت رأسها بإيماءة خفيفة تخللتها ابتسامة ساخرة قبل أن تشيح َ بوجهها بعيدا
- هل أنت بصدد تحليل حالة ٍ ما
وكأنه كان يتوقع اجابتها
كانت الغيوم تجتمع .,وترتدي ثوب قاتم ٍ ., كان يوما شتويا يوحي بأمطار تنسل من صدور السحب

والنفوسسمعت تنهيدته ., هو يعرفها ., وهي تعرفه ُ ... فكرت 

هي تنكر ., وهو يصدق النكران
هي تصدقه ُ ., وهو ينكر تصديقهٌ نفسه




عبثا ً كل ماقد يقولانه ., لكنهم مع ذلك يقولانه 


ومع ذلك صعب أن تفهم الرجال



والأصعب ان تحتوي مزاجية النساء



لم يكن أحدهما بحاجة للكلام كان كعادته من يقوم بالخطوة الاول


وهي كعادتها تنتظر
حتى شعرت بزفير الشوق يسكن ُ ذعر خصلات شعرها ويجمعها خلق عنقه
ليطبع قبلة هادئة ٍ ..طويــلة , كانت كفيلة ُ ُ بجعلها .,تنسى بؤس الشتاء ., وبؤس الوحدة ., وبؤس الكلما
وهي تشعر بدفء يسري في أوصالها ., ينساب كحرارة محببة إلى قاع قلبه
وذراعاه تحيطانها ., شعرت بكل ما كانت تفتقد
فما كان منها ألا أن القت برأسها على كتفيه
ولم يشعر أحدهما بتلك القطرات التي بدأت تنهمر ببطء شديد

 نسمة حلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

حلق المتاهة

أنها المتاهة التي   تحد   سقف   التماهي والازدواجية   المفرطة   في   الترغيب   والترهيب   مزيجُ   صارم يضعك   في   مأزق   حقيقي .. كيف   واذ...