لن ألوم .. من يلوموني .. لن أعاتب من
يعاتبني
لن أجادل من يجادلني .. لن أغلاط من يغالطني
لن أحملك وزر خطيئتي .. ولن أقبض ثمن عاطفتي
البعض قال لي أسرفت ِ وكم أسرفتِ .. نزفت ِ
وكم نزّفت .. البعض قال .. أعطيتهِ كل شيء
حتى بات يبحث عن ذاك الشيء ؟؟ الذي طالما
بحّث عنه ُ الرجال ..
لا أملك إجابات وافية.. ولا حجج دامغة.. ولا براهين ثابتة .. لا أملك شيء .. لم أعد أملك شيء
وقفت متسولة على أبواب قلبك أشحذ نظرة
اهتمام .. لمسة حنان .. كلمة تدل أنك تسمعني
لم أجد شيء ..سوى رجل يسكنه وحش ٌ غاضب
يعميهِ شك قاتلٌ
فأدرت ظهري ومشيت مطاطأة الرأس ِ مكسورة
الجناحين
نظراتي
عمياء كمن حجبتها غيمة سوداء ..
وكلماتي توارت خلف لساني .. يداي ترتجفان ِ وقدماي ثقيلتان وكأنني أغرسها في
الرمال
لا استطيع حتى الجلوس ..حتى الوقوف .. فقط
ارغب بالسير أميال حتى أنهك واقع غشية على وجهي
قالوا لي أرفعي رأسك ِفأنت القوية .. وأمشي منصوبة القامة كأي امرأة ٍ أبية
لا تعطيه فرصة التلذذ بك ِ.. لا تبليغه نشوة
النصر .. لا تجعليه يضعك في قائمة السبايا والجواري
فأنت ِ أميرة والأميرات ُ .. لا تنحني ..
ابتسمت تلك الابتسامة التي ترافق الصمت وتنهدت
أغمضت عيناي .. ومر شريط طويل .. لا أحد قد
يفهم ما بيننا حتى أنا .. حتى أنت
فيما مضى كنت أجمع قواي ..لأستطيع المقاومة
ألان اعترف إنني وصلت لمرحلة متأخرة .. إنني استنفذت كل ما تبقى
وأصبحت خائرة
لست آسفة..
لست نادمة.. لست متألمة
فقط أذوق الموت .. جرعةٍ ..جرعة َ .. وكل شهقة تسرق من روحي دمعة
وسأموت يوما ً دون أن تعلم .. كم عشقتك .. فوق العشق ِ وأنت لا
تعلم
فليت ما كان يربطنا عقد مكتوب على ورق
أو
خاتم من ماس أو ذهب
ليت ما كان يربطنا أولاد
مع الوقت يرحلون ليتركوننا معا أنا وأنت
ليت ما بيننا نسب وقرابة .. ليت ما بيننا
جيرة وزمالة
ليت ما بيننا علاقة وانتهت .. ذكريات نتصفحها من حين لحين
ليت ما بيننا افهمه لأستطيع إفهامه للجميع
أتساءل ُ هل ستلبس ذاك القميص المجعد بغضب
وتخرج مغادرا ؟
تتركني مع من تحب .. أتعرف معنى ذاك
الحلم الذي رويته لي ذات ليلة
كيف بقيت أنا مع والداتك أضع رأسي على حجرها
وأنت تتعمد عدم النظر ِ أليا وتصرخ غاضب
وأنا انظر إليك وانتظرك .. بعدي ستشقى
ستتألم لو خرجت اليوم من هذا الباب سوف تندم
وأني أخافُ عليك أن تندم
لا زلت تصّر ُ أن تراني تلك المرأة ..
السافرة للعلن وتحجب عيناك عن رؤية الحقيقة
يعميك الشك .. يعميك الغضب .. يعميك الألم
هنا يكون الفراق رصاصة رحمة .. تطلقها قبل أن تغادر ذاك الباب
أطلقها علي ّ .. وأنهي ما بدأته يوما ً ..
في نفس المكان
أقتلني حية ٍ أم ميتة َ .. فالأمر ُ سيـان
يا .... الضرب ُ في الميت ِ حرام
وحبك قاتلي ..منذ ذاك العام
فلم
أعدّ تلك التي كانت .. ولن تعود ذاك الذي كان
فكيف بالله
اشرح لمن لا يعرف ما كان .. ما قد كان
وكيف أقول لهم كل النساء دخلن ّ حياته ُ
مدججات ٍ بالكلام
ألا أنا دخلتها مدججةٍ بعاطفة لا تنام
وكل النسـاء تتلاشى مع الوقت
وتتوارى كل واحدة وراء الأخرى بانسياق
وتتساقط
كالأوراق كل عام
ألا
أنا ..يوم أتلاشى وأتوارى .. وأسقط من ذاكرة الأيام
سيكون عندما تصعد أرواحنا سوية ٍ .. و يرقد جسدان بسلام
فيا هذا الذي تعرف مكانتي ..ومكانتك .. لا تترك المكان
نسمة حلم
9:4:2013
الثلاثاء
الساعة
فجرا 6:00