أيقنت أن الوعد الوحيد
الذي قطعه بلفور كان معاهدة .. ناجحة رغم شناعته
...........
تنصّلتُ من كل العهود
التي أبرمنها والوعود التي قطعنها .. فـ لدي لا تنفذ الوعود ولا تنجز العهود
يا عزيزي .. الحب لدينا
كالحرب لا يوجد فيه منطقة وسط
مشّبع بالكراهية
والسخّط
نبرعُ دائما في تصفيات
حساباتنا .. الشّماتة تكشر عن أنيابها
كما تدين تدان .. ننتظر
لحظة زلّة قدم .. نترقب تلك العثّرة الصغيرة
نبدع في وصف ذاتنا بالمثالية
.. بأدوار الإخلاص والتضحية
لنجعل من الأخر شماعة
أخطائنا .. وعيبنا الوحيد!
كم نحن أنانيون نعاني
من إفراط موجوع في تعذيب الذات وإيلامها
وسحقها تحت أرجلّ الآخر
.. نجعل من أنفسنا دمى متحركة مثيرة للشفقة
في مسرح فيه كل
المتفرجين بائسون.. كالجائع ينتظر كسرة خبز
أو قطرة ماء تروي
عطشّه.. ليجد كلاّ نفسه في دور تقمصه
شاعراً برضا وهميا .. يعطيه وقت أضافي كي يقتل نفسه
مجددا
مثيرة للشفقة أحوال هذا
الصنف
رغم صلابته المزعومة
وتلك القشرة المتهالكة
التي يحتمي داخلها ..
أو خلفها .. لا فرق
يبدو هشٍّ ليّنّ رخوٌّ
ورطّبْ
،،،
حتى تلك العلاقات
الشّبيهة بالحب
والتي نجزم أنها حقيقةٌ
.. بل أننا نسرد في تفاصليها ونضيف لها المفردات العميقة
ونبالغ وصفها بالعشق
والهيام والجنون
لنكتشف مع الوقت أنها
مجرد علاقات عابرة
الحب الذي لا يكبل
رجليك .. ولا يوثّق يديك .. الذي لا يكمم فمك .. ولا يعصب ُ عينيك..
الحب الذي لا يصّمُّ آذانك عن سواه و لا يوصد قلبك
ليس حباً ..
أجل خائنة ٌ هي الأعينُ
متقلبة هي القلوب و النفوس متغيرة الأحوال تماما كالطقوس
خائنةٌ هذه المرة ليس معك فلم يعد بيننا ما يستلزم الإخلاص ..
هذه المرة
خائنة لنفسي ..
فلم أعد وفية لتلك
المشاعر .. اكتشفت حقيقية مرعبة ٍ
أن عيارك لم
يقتلني بل أصابني بهلعٍ شّديد
فرت مشّاعري مذعورة
كأسراب طيور تفرقت ذات مغيب
كلما حاولت جمعها تشتت
.. وتوارت خلف جروح غائرة .. وشروخ باتت ظاهرة
لأكتشف أن مذ تلك
الليلة كل شيء بدأ يتسرب قطرةٍ .. قطرة َ..
دون علمي ..
طوال تلك الشّهور حاولت
المستحيل كي أستبقي بعضاً منك لكن في كل مرة
كانت الصفعات تتوالى
لتنزع من قلبي الرحمة .. وتؤنبني بشّدة
حتى شهقات
الخلاص .. غرِقت تحت الماء !
لم تجد منقذا .. ولا مسعفاً ..
,,,,
لطالما كنت
ُ أكثر جراءة منك .. صريحة لحدّ غير معقول
واليوم
أكررها لست مثلك أنكر علاقاتي ولا ميولي ولا رغباتي
وأبرر
أخطائي بسلوك الآخرين
لست مثلك أبحث في تاريخي القديم
كل الذين
عادوا .. لم يسمعوا ولن يسمعوا مني نداء
حفاة عراة
يتسترون بغطاء مكشوف
ورحبت بهم
وابتسمت في
وجوهِهم شفقةٍ ليس لأنهم لا يستطيعون دوني
البقاء
و لا لكونه حباً
.. بل لأنهم عادوا يجرون أذيال الخيبة والوجع
ويسردون قصص
خرافية عن الألم
لأنهم كـما
أنت لم يحتملوا صفعة الخيبة من امرأة
بعد أن هربوا
من ذكراها وأقسموا انهم يستطيعون العيش مع سواها
أو ربما
عادوا لاستعادة أمجادهم أو لعلها ( عودة القصاص )
لم أعد أجيد
التركيز في التفاصيل
ولا يهمُّني
البحث عن الأسباب
\فقط تعلمت
أن أبتسم للغرباء والأحباب
دون تفرقة
أو تمييز .
..............
هناك شعوراً كزهرة بريئة
وسط غابة من
ألأشواك .. يوقظ بداخلي من حين لحين
أحاسيس لا
اعتقد أنها حباً لكنها عاطفة لا أستطيع كبح جماحِهَا
تجاه ذاك
البعيدُ كظلال راغباً بالاقتراب لكنه يرفض الامتثال
تجاه ( رجل ما)
............
لأعترف أنني
كما قلت فراشة .. لا تقف لا تنتظر
يجذبها
العبير .. وياستهويها الرحيق
فعمر
الفراشات قليل
كما عمر
الزهور قليل
ولا يمكنني
أن أقفل بابي مطولاً في وجه الربيع
قد أهلكني
الصقيع.
,,
أم أنت
فهو أنت ..
حتى محاولة أقنعك لنفسك
أنك كنت
عاشقاً .. وفارساً .. وكنت منقذاً
ومسانداً ..
وكنت حبيب ورفيق
لم تعد تقنعُني ..
...
موجوعة
حكايتي معك سأسرد تفاصيلها ... لفترة من الزمن
لكنني واثقة .. وأعُلنها صريحة للأعيان
أنني لم أحب
ألي ألان .. وأن اعترافي بالحب كان سابقاً للأوان
و أنه لم
يكن عشّقاً .. ولا وهماً .. ولا خرافة .. ولا أسطورة
بل كانت
عواطف وجدتُها لديك وكنتُ منها محرومة..
دائما صادمة هي الحقيقة
كما أقول دائماً
كتهمة ترتدي ثياب رقيقة
لكنها
منبّهة كجرس إنذار قبل وقوع الحريق
لتنجينا من كارثّةٍ
قد تحلُ عن
قريب
............
دائما ستجد
من تكفف دمعتك لتكون سببا في سقوط أخرى
فيما بعد
وأن قرابين
الولاء .. ستزف لكلينا من العديد
وأن النذر
والتزلف . . والكلمات ستمطر كوابل من أفواههم
ربما في
بعضها تكون عواطف لكنها
الحب أصبح سلعة
الرخيصة
الكل يرتديها
الكل
يقتنيها
الكل يدعي
أن لا يشابه الآخر
الحب أصبح
ذكرى
مملة مع
الوقت
الحب أصبح
مجرد وقت!
والوقت يمضي
وينقضي
ومحاولة
تضخيم تلك الأحداث
بحد ذاته
مراوغة لكسب البعض منه
,,
عندما أنأى
بنفسي بعيداً وكأنني أجلس على كوكب في
فضاء خارجي
انظر لذاك
الكون ..
أتساءل هل يستحق احدهم كل هذا الوقت
بالطبع لا
..
البحث عن
الحب في حد ذاته متعة
وكما قلت أنت
ذات يوم لأحدهن باسم مستعارا من أسمائك بصيغة مقاربة لهذا القول
السعادة هي في
عدم بلوغها
ومتى طلت
السعادة فقدت الشعور بها
وأنت بلغت
السعادة معي ..
وكان ذلك
كافياً لأثنينا
أثنينا خان
الأول
لأنه ظنَّ والآخر لأنهُ منَّ .
تونس
نسمة حلم
28/11/2013