كم وقفت عند ناصية الاعتراف خاشية البوح
لازلتُ رغم اعترافاتي ناكرة !
أسميّ يُلون
نفسه
نفسه
وعنوان القصيدة يتجمل رياء
وتلك الكلمات تخرج عن حيائها
تظهر زينتها جلياً لكل قرائها .. تهز
كعبها ليسمع رنين خلخالها
تتعمد
لفت الانتباه إلى وقع خطواتها على الأسطر
لسُتُ أَديبة ، تَجيد بِمُفرداتْ اللغُة وَ
تَتحَكمْ بِالكلمات و لا كاتبة دارسة للحروف وعالمة بمجاهل الروايات ،
أكتب بسلاسة..وتلقائية لا أنتقي الحروف كلما كتبت نص شعرت
بالخوف
،فلست
أفكر بوضع فلسفة سخيفة تَلِيقْ بزمن التسلق على الحروف
لا أجيد كَلِمَاتْ
الأدُبَاء وَ لا ثَقَافة الشعراء
وَ لَا تلك العظمة التيْ يملكها الكُتاَب المحترفين .. وَ
َلكننَي أَكْتُب
أجد أسطري تزدحم بحروف عديدة
بسيطةٌ لحد زهيد .... فلست املك سوا
نبضي وحسي
ولازلت رغم اعترافاتي ناكرة
فكل نقصي أظهرته من أجل رجل
لكنه أعتلى على ظهري
وتغنى بأمجاده العتيدة
وغزواته النسائية الرخيصة
ما همني اليوم منه شيء ولا كم خلف ورائه من امرأة تعيسة
ولا كم روح أنقذها وصفق لنفسه زهواً
ووجد لكل أفعاله عذراً
فقد أعلنت فوزيْ عليه
وأذعت علناً خسارتهُ أمام جمهوره
البعض منهم يتلصص ليعرف هل كانت
نهايتُنا سعيدة
البعض
أبتسم شماتة .. و ضحك فرحاً
والبعض الأخرى يبحث في اللعبة عن فرصة
جديدة
وحدي من ربحت لعبتها مع الخسارة
ووجدت في الخذلان .. قوة وجدارة
واستبقيت مساحة خضراء ..
أسميتها ربيعاً و أنا قطرة المطر
وتعثرت أناملنا صدفة ذات ليلة فكانت
المصافحة طويــــلة دون أجلّ
تشابكت حتى توغلت ونمت في قلبينا حدائق
من شوك وزهر
لم أعرف أنني امرأة بهذا الطهر .. ألا
عندما نظرت في عيناي
فأسرعت لمرآتي أتلمس أثار تجاعيد رسمها
الزمن
وددت لو أن العمر ربيعا لا ينقضي
وأن الصدفة التي أتت بك لا تغلق أبوابها مجددا في وجهي
نفّيُـك لقلبي لم يكن عادلا ً
يا سيدي
ولا هجرك بعد الدفء مخدعي عليا هينّاً
ولا تسلّـلُـك خفية من حميمة أحاديثنا
التي كانت لا تنتهي .. وكادت ألان أن تنتهي
وخلفت ورائك صقيع ووحشة .. وسماء متشحة
برداء كئيب وكأنها تنذر بسوء النذير
وجعلتني أقف مذهولة
وأنت تسلب روحي كعزرائيل
كيف يمكن أن تتحول بهذه السهولة
من عاشق إلى قاتل ٍ لا يرف له جفن
وأغمدت السيف الصقيلُ في قلبي
ورحلت تحمّلُ ذاك القلب كل الذنب!
وقلت لي لا تعودي لحياتي
وأنت على قيد الحياة
عودي كذكرى ميتة ٍ لعلي أذكركِ بوفاءْ
أجل وقد متّ منذ ذاك التاريخ
وأصبحت شبح يتجول سارقاً قلوب الأحياء
لكنك من قلت لي " أنك الوطن
والمهد والسكن
وأنك ألآب والأخ والحبيب والزوج والابن
وتزاوجت بروحي دون أذن
وتعمدت شغل كل تفاصيل حياتي
وأبعاد كل ممن له يداً فيها
حتى عدت للمهد .؟ وعشت طفولتي معك على مهل
وبعد أن شببت وأشتد عودي
و انبسطت مشاعري أمامك كالسّهل
أتيت بي عند وداى ٍ سحيق
وقطعت عليا الطريق
ولم تجعل لي خياراً
ألا أن القيا بنفسي من أارتفاعّاً شاهق
فلم أكن باستطاعتي أن أمشيّ معك تلك الطريق
لم يكن لي خياراً
بل كان قراراً منك قبلته ولم أعلن
استنكار
ولّم أذكْرك حينها بوعودك القديمة
بل وقفت مشّدوهة أمام قرارك الجديد
خاضعة لحدٍ غريب
أردد كلمات مبهمة كبلهاء
تقف بمنتصف الطريق
عندما صدمتها شاحنة اعتذرت للسائق
وأكْملت سلّكها وكأنها تملكُ سبع أرواح ٍ ويزيدّ !
شُّل عقلي .. وانتابتني بلادة من نوعٍ عجيب
وصرتُ أبتسم في وجه القريب والغريب
لم أكن أعرفُ أن الدموع تجمدت لتصبح
بركةٍ من جليد
وأن الموت َ بـــــــــاردٌ
جــدّاً
وأن قربك لم ولّن يُـعيد الحياة من جديد
وأنك يا سيدي .. كنت قريب وأصبحت عن ذلك بعيد
وأراك اليوم بين الأروقة تتجول كمتسكعٍا
أحفز عقلي على تّذكر ملامح ذاك الغريب
فتنهرني جوارحي بشّدة
وتعلن حواسي الصّدَّ
وكل المشاعر تتأهب في دفاعٍ عنيد
حتى تلك الراوية لم تعد تستطيع الوقوف
في وجه الجميع
أصبحت أقسى من تلك النسمة
كلاّهما جرحُهمَا عميّق
وبكائِهّمَا يشّعلُّ غابات من حريق
وصمتهم كقبورٍ موحشة من عهدٍ سحيق
ولازلتُ أتساءل كيف يقسو بداخلي ذاك الكائن الرقيق
وأتقوقع على نفسي كصدفة ٍ نجّت من
الغريقْ
وأتساءل كيف لي أن أكتب عنك المزيد
وكيف أولِيك اهتمامي وأمسك القلم لأسطر
بعضاً من ألامي
لكنني وجدت أنني لا أكْتُـبك أنت
بالتحديد
بل أكْتُــب كل رجل ٌ .. يمر بحياة
امرأة ٍ فيترك على قلبها أثّار شروخٍ .. لا تزول
وفي عقلها أفكار تغذيها السموم
رجلٌ يترك روح امرأة معلقة بين الحياة
والموت
ليس من أجلك أكتب يا سيدي فلا يصيبك
الغرور
ولا حتى يستفزك حديثي السافر
فهو ليس لك بل للجمهور
ولازلت ُ رغم اعترافاتي أقف عند ناصية البوح
أتعثرُ في صمتي مليئة بالفزع والخوف
ليس منك بل ذاك القلم الذي يخرجني عن
طوري عندما يبوح
فأسرع لأنزوي عنك وعني .. وإلجاء لحضن
الورقة
فهي حنونة ورءوفة كأمي
تحتمل حماقاتي وتتسع بصدرها الرحب
لاحتوائي بكل همي
فيا هذا الذي يظن أن الكون حوله يدور
ا أراك اليوم رجل ٌ فارغ لا يشغلهُ عن
العبث
سوا بعض مما يظهره .. فقط ليبعد عنه
شبح الوحدة والخوف
ويركن لأحاديث عابرة لا تسمن ولا تغني
من جوع
ولا زالت الحقيقة الساطعة تنفثها
العتمة
ف تهرب ُ من الضوء الجلّي
لتفضل لهب الشموع الرديءْ
ولازلتُ لا أجيد التصرف بلباقة
ولازلت رجلٌ شرقي .. ينبهر بالحسن
يرسم لوحة لامرأة من عطر
يحيكها كل ليلة لتصبح ملائمة كي
يرتديها بزهو
ويصورها مبهرة حد السبحنه .. يرقيها
بآيات من الذكر
يضيف ُ لحسنها الروح والعقل والفكر
لتبدو كاملة حد الحسد
حتى يصنع منها
لوحة كـ موناليزا
لوحة كـ موناليزا
أو يجسدها على هيثة تمثال مرمري
ثم يأتي ويقذف على وجهها بماء النار
أو يهشم التمثال
فهو أرادها كاملة كي ترضي غروره
وهي لم تكن سوا كباقي النساء
لا تعلوهن شأنّاً
أنها كهنّ .. لكنها صاخبة كالضجيج
هادئة كقرية صغيرة تطل على سهلٍ أخضر
جامحة كفرس برية لا تخضع للترويض
متمردة و طائعة ٍ تبدو كطفل عنيد ووديع
ــــــــــــــــــ
ب رغم اعترافاتي لا أفضل الحديث!
أتمعن ُ بأحاديث البعض
دون تدقيق .. أجلس
أترك نفسي تمرح وتجول فأصواتهم عالية
تجذبني للاستماع بابتسامة خفية
بأريحية تامة تتنقل نظراتي متكاسلة دون
فضول كهرة قرب موقد ِ عتيق
تنزلق ُ سبابتي الصغيرة عند بعض ما
يكتب أتردد طويلا ً في تصديقه والإقرار بمدى جديته
ومع ذلك تاستهويني تجربة الإيحاء من
بعيد
ولازلت ُ في غربتي المؤقتة التي طالت
بي ّكثيراً
أتساءل هل سأجد وطن ؟
أم فعلاً كما قال لي أحدهم
لماذا تبحثّين عن وطن .. وأنتِ الوطن
وكل النفّوس تهفو للوطّـن .
ولازال الهذيان لم يكتمل ..بين فرحّاً
محزن .. وحلم مؤجل
واقفة
عند ناصية البوح اخشي وقوع محتمل في مصيدة الاعتراف
ــــــــــــــــــــــــــــــ
24/11/2013
تونس
حلق الوادى
24/11/2013
تونس
حلق الوادى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.