04‏/09‏/2013

( الصعلوكة )

الصعلوكة 

.. وسبعة أيام لمعرفة الحقيقة

اليوم الأول للكتابة ..



تقرأ رسائله.. تستمع لكلماته .. تنصت لحواسه ..هي تعرفه ُ بيقين
وهو يعرفها حق المعرفة .. وكلاهما ينكر معرفته للأخر
 أحيان ينتابها شعورا بالتشتت مرغمة نفسها على تصديق
أن ما يصدره منه يعنيها هي .. هي وفقط .. لازال ما يكتبهُ يجد صدى لديها ..وقع ٍ مؤلم وحسب.

تلك الرسالة المشفرة التي اجتهدت كثيراً في فك طلاسمها وحل رموزها
 ليس من السهل أحيان مراوغة الضمير للحصول على إجابة مرضية
لا أحد قد يدرك البعد الحقيقي لأي علاقة عاطفية
أرتشف قهوتي الصباحية
أنظر لتلك الكثبان القاتمة في قعر فنجاني ..
 أنها (الأسرار) .. رغم عشقي المفرط للقهوة .. لكنني لا أستطيع
التمرغ في وحلها .. أقدس تلك الجزئية منها .. أعتبره سرّ القهوة الصغير.. لا أجرؤ على استباحة حرمته
كذلك هي إسرارنا لا يمكن أن تكشف  كاملة مهما كانت الشجاعة أدبية والصراحة على قدر كبيرا من الشفافية
هناك أحداث تتمتع بخصوصية وحرمة .. لا يجوز بأي حال من الأحوال كشف الغطاء عنها .. ونزع ثوب الحياء

من عليها .. كالشرف والعقيدة والمبدأ والقناعة أمور تتمتع بالسرية.

 اليوم الثاني..



هذا الكائن الذي غزى حياتها .. دون وجه .. وذاك الكيان الذي احتواه دون أذن .
هو .. ونفسها .. ضدان يجتمعان بضراوة أمامها .. مدركة أن القوة لن تزيد سوا من بطشهم
هي .. مقتنعة أن الرجال مخلوقات غريزية يتصرفون بتلقائية تامة .. وثقة مفرطة ..
فطريون لحد غير معقول .. أحيان تجعلهم المواقف يقدمون على إعمال بطولية
العواطف تأسرهم .. والنشوة تسّكرهم .. وتأثير اللحظة يجعلهم يتفوهون بوعود وقتية .
هم رواد اللحظة دون منازع .. ليس على أي امرأة انتزاع اعتراف من رجل وهو تحت 

تأثير
 المخدر

ليس عليها تصديق تلك الهمهمة الصدر منه في أوجّ عاطفته ..

 عليها فقط أن تعيش اللحظة

وترشف لبّ رحيقها ..ليس عليها المطالبة بالمزيد

 سيكون ذلك  أشبه بإرغام النحل على تلقيح زهرة واحدة.

اليوم الثالث..



هي اليوم تفكر فيه بشكل حميمي .. تتأمل ملامحه الهاربة من جديد ربما هذا الصباح ستجعل منه نجم هوليودي
لتشعر نفسها بالتميز .. لازالت تذكر أول مرة رأتهُ فيها كان كالنســر ّ أتيا نحوها فاردا جناحيه ِ
 وكانت كالغزال الشارد تريد الفرار منهُ .. أليهِ .. غريزة الأنثى  لديها تشّم الخطر من بعد ميل
وغريزة العاطفة تنذر بحدوث أمر غير مستحب .. لم يكن كالبقية .... فارع الطول مهاب
ملامحه الحادة .. ونظراته الثاقبة تسّبر أغوارها .. وتنتزع بعضا من أسرارها
أذا هو خطر ٌ حقيقي وليس محتمل !!....

اليوم الرابع ..


تلك الطفلة البريئة .. المراهقة الحالمة .. الفتاة المتقدة .. المرأة الناضجة
على وشّك الاصطدام .. هي أشبه بقارب  صغير يصدم بأسطول حربي
بعيدا عن الهلوسة  الأدبية والمبالغة الفكرية .. العواطف عبارة عن هذيان غالبا ما يثير حفيظة المستمع والقارئ
يمتلك أدوات مثيرة لجذبه للفكرة وأحيان انتزاع  الإعجاب .. وجعلهُ يصفق دون وعي
هذا ما حدث تماماً .. كان لقاء دون موعد .. وابتسامة دون شفاه .. ونظرة دون وجوه .!
تلك (الصعلوكة )..التي تجمع أوراقها وتصّفها بعناية مفرطة ترتب جملها ..تشذب فروعها 
وتهذب معانيها ..
.. تنتقي حروفها من بنانها لم تكن بحاجة سوا لأفكارها تستقي منها وتسقي ثمارها
أنانية لحد لا تسمح لأي حروف دخيلة التمرغ في تربتها والتوحد مع بناتها ..
كانت حريصة على التفاصيل الدقيقة لم يكن تلهمها المعاني البليغة
بل كانت تخطف الفكرة التي تراود أحلامها وتمشّط فكرها .
كانت تمشي على عجلّ مطأطأ الرأس تحمل بين يديها كوب من قهوتها الصباحي
. . كانت تسرع كعادتها لتستقل  القطار
لمن تكن لها وجهة محددة .. فقط تصعد القطار دون هدف محدد
تستمع بتلك الخلوة التي تحظى بها في ذاك المقعد ألقطاري كان يمنحها شعورا بالتحرر.
أصدم( ..القارب ...) الصغير بـ (...بالأسطول ) لا تدري كم من اللعنات التي توالت من شفاهها الرقيقة
انحنت تجمع أوراقها.. لم ينقصها سوا حدوث ذلك
لم تكن تستمع لوقع الخطوات السريعة للمارة ولا صوت صفارة القطار
لم تكن تهتم أن يدهسها أحد .. كل ما كان يشغلها هو أن تجمع حطام قاربها
لم تكن الوحيدة ذاك الأسطول أيضا كان منحيا .. يناولها الأوراق

سحقا ً كانت تلك الكلمة التي كفأته بها
ولم تهتم لظلال حاجبيه اللذان ارتفعا بتعجب وهو ينظر أليها بابتسامة شبه ساخرة أو خُيـل لها ذلك
.. ماذا يظن  نفسه هكذا قالت في نفسها
هل يعتقد أنها ستشكره .. وقفت تنفض ثيابها وتمشي بخطوات سريعة .. لم تكن تسمع لذاك النداء
لم تنتبه لليد التي ووضعت  على كتفها  الصغير .. هـِ أنت .. ألتفت بسرعة نعم ماذا تريد
نسّيتِ تلك الورقة .. نظرت أليها  قد تكون فعلا الورقة الأهم .. فهي دائما تؤمن بالمقدمة والبداية
وأن أساس الكتابة فكرة .. نزعتها من يديه لم تكن إلى ألان تنظر أليه بل لتلك اليد الواثقة التي تحمل
أبنتها .. شكرا .. قلتها بفتور وأسرعت لتلحق القطار .
تنهدت بعمق ْ .. أخيرا"
تمكنت من إيجاد مقعد شاغرا في أخر الرواق ..
 لم تكن تحب تلك الزاوية التي تعج بصراخ الأطفال وأحاديث المسنين
وروائح الطعام التي تقبض معدتها

كانت تعشق  تلك المقاعد الأمامية .. حيث تتمكن من أطلاق العنان لمخيالتها
وارتشاف قهوتها بهدوء .. لكنها على كل حال سعيدة أنها وجدت كرسي مكونا من مقعدين
كانت تدعو سرا ألا يأتي عابرا ثقيلا .. يفسد وحدتها بثرثرته
أشاحت بوجهها كعادتها للنافذة .. وهي تلعن ذاك الرجل بسّرها كان السبب في سكب قهوتها ..و تبعثر أوراقها
.. وهي الآن تجلس في الصفوف الخلفية بدون قهوة وبأوراق ملطخة .


اليوم الخامس ..


صوت ٌ رجولي واثق : سيدتي هل أستطيع الجلوس
أشارت أليه  دون النظر ..أجل .. ذاك الشّعور المقلق أنتابها للحظة
لكن كانت كلماته الأسرع أسف سيدتي لما حدث منذ قليل
فربما كان الذنب ذنبك .. كنتِ تسيرين بسرعة
لو كنتِ نظرت لأعلى قليلا .. لكنت تفاديتني بسهولة
هنا فقط استدارت .. ونظرت أليه مباشرة أذا هو الأسطول بعينه
وجدت نفسها تتأمله .. ككاتبة كانت تقرأ الوجوه بتمعن
كان مخيفة تلك الرائحة التي تسللت لأنفها منه
لم تكن تغريها الوسامة .. بقدر ما يغريها الحضور لكن لهذا الرجل
رائحة أشبه بمعجون حلاقة منعشّ يوقظ  الحواس
كان باختصار يملك ( رائحة الرجولة النافذة)
هل انتهيت ِ .. قالها بابتسامة ماكرة
اللعنة هل يعتقد أنها  معجبةٌ به .. استدركت انتهيت من ماذا
:: لاشيء مهم قالها .. بعدم اكتراث .. سيدتي هل هذه الكتابات لكِ
:: مضيفاً: عفوا تفضلي .. ناولها كوب قهوة .. لا بد أنه اشّتراه من المحطة
يبدو رجلا ذوقيا ..شكرا ً كانت بحاجة لشرب قهوة ولو من يد كافر
: لم تجبه فورا .. نظرت بهدوء لأوراقها  متسائلة .. هل هي فعلا ً لها ..
: فنحن لا نملك كلماتنا .. أجل أجابت بهدوء صارم  اجل لي ..
وهي ترتشف جرعة من القهوة كدواء محبب
:: هل تتحدثين مع الناس وأنت مطأطأ الرأس عادة ٍ
: أذا هو يحاول أستفززها الآن .. هو لا يعرفها جيدا
: تكون هادئة لكنها في لحظة قد تتحول لعاصفة هوجاء
: نعم! وهل عليا أن أرسمك .
:: ضحِك .. كانت ضحكته تعبث بأفكارها لم يكن ينقصها سوا هذا الأسطول المتبجح
:: لا .. لكن.. عليكِ النظر لوجوه الآخرين
ثم من طريقة نظرك ليّ  منذ قليل أجزم أنكِ سترسمينني عن ظهر غيب
: اعتدلت في جلستها .. تحاول جاهدة ضبط أعصابها  يبدو أن يحاول أخراجها من قوقعتها

: أجل معك حق نعم تفضل هل هناك ما تريد التحدث عنه
:: يبدو أنكِ فعلا قوية ..أسترسل
:: هل ما تكبينه فعلا لكِ أم تقتبسينه

: لا ... كادت أن تصرخ كثيراً .. أن يحدث كل هذا في يوم واحد
: يصدم بها .. يبعثر كتابتها .. يأتي ليجلس قربها .. ثم يتهمها
: حاولت أن تستعيد هدوئها .. حبست أنفاسها المتتاليةٍ لن تجعله يخرجها عن طورها
: قالت بثقة : اجل أنها كتاباتي
:: هتف رائع ..
 : قالت بسخرية
: ماذا .. قُـلتْ..
وأضافت
: أها .. حسناً شكرا لك .. لكن ما هو الرائع يا سيدي
وأنت لم تقرأ منها شيء .. أم تقصد نوعية الورقْ.
أشار لها بورقة يحملها بيده
:: بل سيدتي هناك ورقة .. سقطت منكِ وعندما وجدتها قرأتها
: وأسرعت للصعود للقطار رغم أن وجهتي ليست هذه المحطة
فلعلها تهمكِ ..
: تناولتها وهي تشعر بالارتباك
:أذا الرجل ليس وغدا .. كما ظنت بل شّهم أو ربما يدعي ذلك

: نظرت أليه من تحت رموشها بخبث .. أقدر لك ذلك .. لكن هل تكفي ورقة للتعريف
:: قائلا .. بل تكفي جدا أحيان الكلمة تكفي .. وتلك النظرة تكفي
: مستدركة أي نظرة
.. نظرتُـكِ سيدتي لكِ عينان جميلتان جدا
: لم يكن الأول الذي تغزل بعينيها .. لكنه كان الأقوى تأثيراً
: : بصوت ناعم ونبرة حانية مفترا عن ابتسامة تظهر أسنان منضودة 
أتعرفين لعلك أحسنت صنعا أنك ِ تخفيهم وإلا لأحدثتِ  أزمة بالسير
تلك العينان جوهرتان لا بد أن تحفيظهم جيدا
.. انهمكتْ في فرك كفاها الناعمان لتخفي توترها  الحقيقي
 هل أنت جالس بقربي الآن تتغزل بي ّ ؟
:: وهل عليا أن أخفي الحقيقة ليس غزلا سيدتي
عيناك ككلماتك ِ تماما  .. هل تستقلين هذا القطار عادة؟
أجابته بصوت غريب عنها ... أجل عادة .. لا وجهة لي سواه.
توقف القطار ..وقف ليفسح لها الطريق
 أسرعت لألتقط حقيبتها حرصت هذه المرة على وضع أشيائها بداخلها
وهي تنفض خصلة شعر ذهبية تدلت على جبينها
لم تكن تعرف تأثير تلك اللمسة على قلبه
تعمدت عدم النظر أليه ..قائلة بصوت حاولت أن يبدو حاسما لتنهي الحوار معه
وتضمن عدم لحاقه بها ..
. . شكرا ووداعا.
لا تذكر أنها سمعت ردا على.. كلماتها .


اليوم الخامس..

كعادتها توجهت لقطارها اليومي
لكن هذه المرة حرصت على رفع رأسها والنظر بثبات أمامها  ووضع أشيائها في مأمن ... وكأنها
قطة يقظة . . كل شيء كما هو محطة القطار .. حركة السير .. الأصوات والخطوات
كان يقف من بعيدا يراقبها تلك المخلوقة .. الصغيرة .. أثارت اهتمامه ..
لم يكن يجد صعوبة في جذب النساء واستمالتهن .. ع العكس تماما

كان يجد صعوبة في التملص والتخلص منهنّ
التقت عيناها بعينيه ساد بينهم  لعثمة و صمت قصير
أرادت أن تستدير وتغير واجهتها وكأنها لم تراه
الأسطول مجددا .. يا إلهي  هل سيظل يلاحقها
لكنه بخطوات سريعة وواثقة تقدم نحوها .. كان أشبه بكاسحة
مبتسما :مرحبا أيتها الصعلوكة الصغيرة
.. صعلوكة .. !!!
: فتحت فمها من الدهشّة ياله من وقح
: ماذا قلت ..

::  كرر جملته وعيناه ترقصان فرحاً
:: بإصرار...  صّعلوكة
:: لا تغضبي سيدتي ليس لقباً سيئاً على كل حال ..
:: وكونكِ أديبة لا بد أن تقدري المعنى
: ها .. لم يكن اللقب ما أدهشني .. لكن استعمالك له
بهذه الطريقة
:: حقاً سعيدا أنني أخيراً أثرت اهتمامك سيدتي
: ضحكت هذه المرة بالفعل  أنه رجل غريب جدا
:: وضع يده على قلبه ::جميلة جدا تلك الضحكة كل هذا لا يحتمل سيدتي
: يبدو دون جوان كبير .. أنت َ لم تثرّ اهتمامي فقط الكلمة استرعت انتباهي  

:: لا يهم سيدتي المهم أنني هنا! .. هُـنا.. كافية أن تجعلها تتساءل من يعتقد نفسه وماذا يقصد هذه المرة ؟
و من يومها .. وهما يستقلان القطار معا 
ويدور بينهم الكثير من الأحاديث  والجدل الذي  لا ينتهي .


اليوم السادس..


أجل كانت صعلوكة هذا ما اكتشفته  صعلوكة المماليك
أشبة بربرية  .. متنمرة .. تهاجم بكل ضراوة ذاك الدخيل
منذ أن سمعت وقع خطواته آتيا من بعيد
شعرت بالرعب الشديد .. تلك الطريق يا سيدي ليست ممهدة ..

مقفلة منذ سنوات للصيانة .. مشروخة شرّخ كبير
وذاك المسمى القلب كقبو معتم أضحى  بيت للأشباح منذ ذاك التاريخ الحزين
لا أحد يجرؤ على الاقتراب منه .. أشبه ببركة ضحلة لا تعيش فيها  الذكريات العفنة

تفوح برائحة الغدر والرحيل .. قالتها له.. أنها  شبه ميتة .. وقلبها طبياً قد فارق الحياة
لكنه ..كان  مصراً على البقاء . . كانا بين  المدّ والجزر .. أحدهما فوق الماء والأخر عالقاٌ في القعر

قالتها له : عواطفي نحوك ليست مروضة .. مخلوقة شبه سنتوريه أو تلك الحورية النصف بشرية
لا تجيد العيش مع البشر .. وكان هو تعيس الحظ الذي ألقاه الملح ُ على جزيرتها
كان يظن نفسه المنقذ ... ليكتشف مع الوقت أنهُ  الضحية .

اليوم السابع و الأخير..


أتجرع فنجان قهوتي هذه المرة بشراهة وأن أكتب الفصل الأخير
للبداية .. والفصل الأول للنهاية  !

.. عيناها  تلمعان ببريق .. غريب
لا يحدث ذلك دائما .. فلا يتغير بريق عيناها ألا عند حدوث أمرا مهيب
أشبه بذئبة جريحة تنازعُ الموت كل مادنا منها الآجل ازدادت شراسة ومنازعة
وكأنها تنتزع من داخلها ذلك الكائن الملتصق يسارها كي لا يسبب بخسائر
ليس لها القدرة على احتمالها ..
تواطأت تلك النفس معه .. وحاكت مؤامرتها في سكون الليل
لتجد نفسّها في خضم الإحداث وليس في مواجهتها
أي موج هو .. وأي موج أتى به
وأي لعنة حلت بكليهما .. لا أحد يمكنه فهم تلك المخلوقة
هو حاول جاهدا .. نجح نوعا ما .. تسلّـل من المقدمة وليس من الجهة الخلفية
كان ذلك لصالحه .. فهي امرأة تحب الندية .. وكل من قبله حاول مراوغتها واستبحت
مملكتها بمحاولات صبيانية لم يكن له نصيب مما أراد
لأنه لم يكن يجيد محاكاتها .. فقط الرجل الأسطول يملك صواريخ متطورة لم تستطع مضادات قلبها
التصدي لها .. كان أميركي الصنع .. بنقش عربي ..
 وكانت الصعلوكة .. التي تـستهويها النزعة الأدبية .. لكنها على أرض الواقع جبانة جدا
لا تجرؤ على مغادرة جزيرتها عاد هو كم أتى غريقا ً في الحالتين
وبقيت هي .. ملكة الصعاليك  يغزوها شّيب الكلمات مع الوقت ..
أخلت سبيله لعله هذه المرة يجد وجهته الصحيحة.

وكلاّهما منذ تلك اللحظة فاقدٌ لذاكرته بالفعل قبل اللقاء وبعد الفراق !.
لم تكتمل فصول الحكاية .,, فللحكايات مواسم تتجدد كل عام .




نسمة حلم 
4/9/2013
 a: 6:00






هناك 14 تعليقًا:

  1. الصعلوكة خطوة نحو الميلاد
    ...
    .. 1 ..
    تأخذنا الكاتبة في رحلة الأيام السبع إلى ماهية العلاقة الإنسانية بين قيم السلوك وقيم الواقع فهي " تقرأ رسائله.. تستمع لكلماته .. تنصت لحواسه ..هي تعرفه ُ بيقين
    وهو يعرفها حق المعرفة .. وكلاهما ينكر معرفته للأخر " وبرغم تباين المشاعر بين تصديق وتكذيب .. فهي تصدق أنها هي من يعني .. وأنها حتماً تحصد الألم في واقع يؤلمها ولكنها تعشقه
    هذه الإيحاءات والإيماءات طلاسم تعاندها رغبة في فهمها فهي تدرك أن " لا أحد قد يدرك البعد الحقيقي لأي علاقة عاطفية " وما بين الأخذ والرد ورائحة البن في صباحات السؤال يظل الحياء عنوان المحطة الأولى في رحلة البدايات الحزينة عبر سكة "
    الشرف والعقيدة والمبدأ والقناعة "
    وصولاً لنهايات فهم الحقيقة .
    .......

    ردحذف
    الردود
    1. أستاذ صلاح حودانة كان لي الشرف والسعادة لقرأتك النص بهذا العمق .., والفكر ., الذي أقلّ ما أستطيع قوله أنه تغلل في مسام النص ليمتزج .., ويكون لوحة رائعة فاقت الأصل بكثير

      حذف
    2. يظل الأصل هو الأصل هو أنت الميلاد والفجيعة .. أما نحن فلسنا سوى عابري سبيل نمر على أرصفة الكلمة ونحتسي شراب الوجع في حوانيت لا تتذكر زوارها ..

      حذف
  2. .. 2 ..
    وتمضي الرحلة ترسم في مخيلتها أجساد لا وجوه لها كائنات من فضاء آخر .. ولحظات لا ثواني تدق لها ميلادها أو موتها .. وحتى ذلك الكائن الذي سيطر على تفكيرها يظل مثلهم لاو جه له .. ومع هذا تنجرف له ربما بسطوته وجبروته ربما برغبتها ربما لفهم ماهية هذا الفضائي الغريب وسبر أغوار غرائزه وربما لإدراكها " ليس على أي امرأة انتزاع اعتراف من رجل وهو تحت تأثير المخدر " وبالرغم من هذا تعيش في ذاكرة اللحظة تأسرها فكرة وجوده الصارخ في عالمها فقط لا تطلب أكثر من ذلك عنواناً آخر لفكرة لم تكتمل

    ......
    .. 3 ..
    يوم آخر من زمن الحب .. تصنع له وجهاً جميلاً " نجم هوليودي " تصنعه كما تريد حتى تتباهى به أمام صديقاتها .. فهو الوسيم الذي لا تخجل من لقائه أمام كل الناس ..
    ولا تنتظره لأنه يأتي متى أرادت له أن يأتي .. ولا يبكيها لأنها فصلته على مقاسها فلم يعلمها أبجدية الصبر والحزن والبكاء على ضفة الذكريات .. ولهذا " هي اليوم تفكر فيه بشكل حميمي " يوم له معنى واحد الشعور بالحب .

    ردحذف
    الردود
    1. أجل نحن النساء مخلوقات تجنح للخيال وتطالب بالمثالية ., نقدس المحب ونضعه في مرتبة لا يصلها بشر .. ولاندري هل نحن بذلك نمدحه او نذمه هل نحن نتوسم العدل او نظلمه ., لانه في نهاية المطاف بشر .., ليس ملائكيا ولا شياطنيا .. بل مجرد بشّر يخطئ ويصيب ., ونحن نريد أن نرى فيه ذاك الجانب الخرافي , أقف هنا متسائلة .. وأجيب نفسي ايضا ., الذنب لا يتجزأ .. أذا جاز الاعتراف به . . نحن من نضعه تحت ذاك المخدر ثم ننصب له مشنقة الوعود .,

      حذف
    2. فقط عليك قبل إعطاء المخدر أن تسمحي له بأن يقول لك أن قلمك جميل وأنيق مثلك .. أنبشي به جسدنا وعمقي الجراح فجراحنا بك تظل جميلة .. قولي له أحبك ولا تجزعي من نبضه المتسارع إنه بعض الشوق فقط أما حرارة قلبه فهي قبس من حرارة حبه .. أتركي يديك فلعله لا يعود

      حذف
  3. .. 4 ..
    وتستمر الكاتبة في قيادة الرحلة .. رحلة البحث عن جوهر الحقيقية عبر شريط سينمائي يمتد من صبا الذاكرة إلى عنفوانها .. تتعلق بالأحلام البريئات تارة وأخرى بعجزها أمام أسطول حربي يدمر ما تبقى من فلول مقاومة .. ومع هذا ظلت محتفظة بعنصر المفاجأة " هذا ما حدث تماماً .. كان لقاء دون موعد .. وابتسامة دون شفاه .. ونظرة دون وجوه .!
    تلك (الصعلوكة )..التي تجمع أوراقها وتصّفها بعناية مفرطة ترتب جملها ..تشذب فروعها
    وتهذب معانيها " أي صعلوكة هذه التي تضع أدق تفاصيل رحلتها وكأنها ربان سفينة قديم يحتسي في شتاء المساءات الباردة كأس براندي .. ويعلن بدء الإحتفال . وفي لحظة من الزمن " أصدم( ..القارب ...) الصغير بـ (...بالأسطول ) .. وأصطدمت المشاعر بالحقيقة .. والأنوثة بالرجولة .. والخوف من سقوط شئ يلتقطه فيجد علبة أسرارها الحمراء سقطت على رصيف الأمنيات الدافئة .. فتصعد حيث القطار لا ينتظر الخائفين .. تحتسي بنها وتذوب في رائحة رجل قد يكون عابر سبيل .. أو عابرمر يوماً بأوراقها .. " لكنها على كل حال سعيدة أنها وجدت كرسي مكونا من مقعدين
    كانت تدعو سرا ألا يأتي عابرا ثقيلا .. يفسد وحدتها بثرثرته
    أشاحت بوجهها كعادتها للنافذة .. وهي تلعن ذاك الرجل بسّرها كان السبب في سكب قهوتها و تبعثر أوراقها .. " يوم آخر له عنوان واحد متى يأتي ؟
    .......

    ردحذف
    الردود
    1. أنت من قدتني في رحلة رائعة بين أرجاء نص لأعيد قرأته بفكر اعجبني جداا ., لم أسمع يوما عن قرصانة .,’ حقيقة لكن لو كان للكلمات قراصنة .., فأنني أحب ذلك جداا .,

      حذف
  4. .. 5 ..
    " صوت ٌ رجولي واثق : سيدتي هل أستطيع الجلوس "
    ببساطة بدأت الرحلة .. والصعلوكة لها موعد لا تعرفه إلا صاحبات الظل الطويل
    و " ككاتبة كانت تقرأ الوجوه بتمعن
    كان مخيفة تلك الرائحة التي تسللت لأنفها منه
    لم تكن تغريها الوسامة .. بقدر ما يغريها الحضور
    رجل له حضور طاغي .. تسلل عبر حواسها .. بكل سهولة ويسر وكأنها كانت تعلم بأنه سيتسلل من خلالها نحو مفازات العمر والسراب .. يأسرها كخيوط عنكبوت وتتلذذ بالأسر
    من هذا الجالس الغريب .. من هذا الذي يجبر الثواني أن تتوالى لأجله .. من هذا الساخر الذي شكك حتى في أدق تفاصيل نزفها على صفحات الأيام المتشابهة " حاولت أن تستعيد هدوئها .. حبست أنفاسها المتتالية لن تجعله يخرجها عن طورها "
    الصعلوكة الكاتبة الأنثى مرادفات تتداخل وتتشابك في لحظة ضعف ولحظة شوق وفكرة أن تكون مع رجل لا يشبه الرجل الذي صنعته في مخيلتها رجل دمر كل مقاومتها تجاهه أربك كل حساباتها وحتى كلماتها وقصاصات الأوراق المتنائرة كلها وقفت تصفق له ترى من يكون هل سأراه مرة أخرى في نفس المكان والزمان كرسي لا يحتمل عابر ثقيل الظل
    أجمعت قواها وحطامها المتناثر وبصوت لم تسمعه
    " شكرا ووداعا
    لا تذكر أنها سمعت ردا على.. كلماتها " فهمت أنه يوم رجل خارق
    ......

    ردحذف
    الردود
    1. أنه لقاء وكل لقاء يعقبه .,, حديث لا ينتهي ., حتى تصبح اللقاءت ممرات تفتح ., وربما يعاد قفلها ,,’ مجددا

      حذف
    2. والسؤال إلى أين تمضي بنا ممرات العمر أما من كوة للنور

      حذف
  5. .. 6 ..
    " حين لا تحدث معجزة في واقع نأمله ..علينا أن نعيش معجزة على الورق "
    صعلوكة .. !!!
    : فتحت فمها من الدهشّة ياله من وقح
    وربما أروع وقح قالها وأبتسم .. ثارت هي لا تدري من ثار فعلاً الصعلوكة أم الأديبة أم الأنثى .. أم كلهن .. لا تدري سواء أنها أسلمت يومها له .. لتتوالى الأيام وتتعود وجوده في عالم صعلوكة .. وقلم أديبة .. وحياة أنثى
    إنه يوم البداية لمعنى الحقيقية
    .....
    .. 7 ..
    هل أقتنعن الثلاثة برجل واحد ..
    تلك الطريق يا سيدي ليست ممهدة " "
    كان يظن نفسه المنقذ ... ليكتشف مع الوقت أنهُ الضحية وأنها ليست محضيته كائن آخر
    " لا تجيد العيش مع البشر .. وكان هو تعيس الحظ الذي ألقاه الملح ُ على جزيرتها "
    أظنها أعترفت له بالحقيقة .. حقيقة أزلية تعلن تضادها بين الأمل والرفض .. والواقع والمعجزة .. وثقافة أنثى وغرورها .. وبساطة صعلوكة وأحلامها
    رحلة سبرت عمق الحقائق في رحلة الأيام السبع إلى ماهية العلاقة الإنسانية بين قيم السلوك وقيم الواقع
    .....
    الخاتمة
    تحتسي فنجان القهوة هذه المرة يصاحبها شعور غريب
    " فهي امرأة تحب الندية "
    وهي التي لا تنتمي لعالمه كانت من عالم لا تخرج منه ربما لم يستقر في أعماقها كما لم تستقر عربات القطار في محطات العمر
    ربما لأنها
    " الصعلوكة .. التي تـستهويها النزعة الأدبية .. لكنها على أرض الواقع جبانة جدا
    لا تجرؤ على مغادرة جزيرتها عاد هو كم أتى غريقا ً في الحالتين
    وبقيت هي .. ملكة الصعاليك يغزوها شّيب الكلمات مع الوقت ..
    أخلت سبيله لعله هذه المرة يجد وجهته الصحيحة "
    وبرغم إكتشافها لهذه الحقيقة
    تظل الحقيقة بداية الحكاية ورحلة يُقطع لها تذكرة الصعود .. ذهاب فقط ..
    " لم تكتمل فصول الحكاية .,, فللحكايات مواسم تتجدد كل عام "
    .....
    خاتمتي
    رحلة اليوم الأول .. الحياء
    رحلة اليوم الثاني .. فكرة لم تكتمل
    رحلة اليوم الثالث .. الشعور بالحب
    رحلة اليوم الرابع .. متى يأتي ؟
    رحلة اليوم الخامس .. رجل خارق
    رحلة اليوم السادس .. البداية لمعنى الحقيقية
    رحلة البداية .. ندية إمرأة ورجل لم يكتمل
    كاتبة موعودة بالعالمية .. ورحلة تحملنا فيها لزمن الدهشة .. نرفضها نقبلها .. الأمر سيان فهي تعي أبجديتها .. وقانون الأنوثة فيها .. يفرض أنثى من نوع غير تقليدي .. برغم أنها برأس عربي ..
    .... صلاح حودانة 2013 /9/ 6

    ردحذف
    الردود
    1. أجل في زمن حتى المعجزات على الورق لم تعد ممكنة ., في كتابات اتألم جداا انها لاتقهم وتقرأ من الواجهة الكل ينظر لقشورها ., لااحد يهمه لبّ الثمرة ., .., لذا عندما وجدت قراة كهده للنص لا اخفيك دهشت وجلست مشدوهة .,’’ لانك لم تكتفي بالنظر بل اعتليت قاربك ووجهت اشراعتك نحو .,تلك الجزيرة ., لتزور سيدتها ,’ وتلقي تحية طويلة .., وتترك أثر .. لايمحى وترجع بسلام اسألك هل رأيت في طريقك .... ذاك الأسطول ؟ يقولون أنه تحول لكائن أسطوري يراه الصيادون .,, يخرج غاضبا يعترض اي عابرا للجزيرة .. اسألك كيف استطعت ان تجتازه ام أنه خرافة ., ؟ تحياتي نسم

      حذف
    2. عندما ذهبت للجزيرة كنت أعي أن السلام خرافة مكاتب السفر يرددونها لمغفل يدفع أكثر .. وفي طريقي أكتشفت أن مجرد البقاء على قيد الحياة هو نصر إنساني نادر .. وحين مررت بحطام السفن تذكرت كم بحار مات وفي فلبه أمنية حب وسلام .. وحين التقيتك كنت أتزين لك لترين رجل تحلمين به لكنه لا يحلم إلا بالخرافات السحيقة عن إمرأة تشبهك لها جسد أنثى وأظافراً من حديد .. ولذا كانت رحلتي في جزيرتها إختصار لوجودها أسطورة لا تتكرر وسلام لرجل عاد بلا سلام .. من أنت ؟

      حذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

حلق المتاهة

أنها المتاهة التي   تحد   سقف   التماهي والازدواجية   المفرطة   في   الترغيب   والترهيب   مزيجُ   صارم يضعك   في   مأزق   حقيقي .. كيف   واذ...