10‏/01‏/2015

غول الحرب


عندما شمْرّ الرحيل عن ساعديه
فرد حبيبها
جناحيه
وتوارى خلف الشمس
............
كأي امرأة وفيّة
توسدت الذكرى الوحيدة
كمنارة بمحطات الآشتيآق
تضيء طريق
العودة
متى شّده الحنين
وساقته خطى القلب
لهفةٍ ..!
 للقاء دون موعد
...........
الانتظار ..!
يتربص
كالموت
بهمسات العذارى
الهجر ..!
يقتات على أجسادهن
الفتية
يجفّ  ماء الورد
بكحل عيونهن
الخذلان ..!
يسرق الفرح
دون وجه حق
يتركهنّ في دوامة
القلق المرّير
المشّاعر..
تهْزّم
تحّتضْر
 تهْرّم
قبل أوان قطافها
..........


الغياب
يقتلُ الوصال
بخنجر القطيعة
..........
تناست تلك الصبية ..
أن الرجال يحترفون الغياب
يعاقرون كأس النسيان
بارعون في استحضار البدائل
والنساءْ  يمتهنَّ  الانتظار
ـ
يدمننّ تناول حبوب الذكرى

فقط  كي .. لا يزورهنّ النسيان

على حين غفلة ..!
............
ككل ليلة


تمشّطُ ..جدائلها الذهبية
تفكّ وتعقد الضفيرة
التي أصبحت
بعد انقضاء الوقت
رخامية ..!
اللون ..!!
..............
مع
الصباح تسْرّ للرياح 
بتمائمُ العشّق
توّدعها بأمنيات اللقاء
ظنّاً
أنها .. ستأتي بهِ أليها .!
تهدهد  الموج
ليستكين ..!
تمسح على رؤوس الزواجل
تحّملها رسائل الحْبّ ..المحفوفة
  
بالشّوق
تشخص ببصرها نحو الأفق
تترقب عودتها
بالخبر اليقين ...........


في زمن الحْرّب

يغفل  العشّاق
عن مواعيد الغرام .. ينْسّون
تواريخ  الميلاد
ميلاد الحب
ميلاد الأعياد
.....
ويذكرون جيداً
ميلاد الحرب
ميلاد الحزن
...
مزقتها الفرّقة
وأعْيتها مكائد الوقت وعيون الحبيب

تؤمن
.........
بأن الأرواح تتصل
متى كانت
على صلة ٍ وثيقة
..
وتحققت الأماني
و عاد 
نعم عاد جسد 
خاويا..!
أنهكهُ  الحرب  

روحٍ  
غريبةٍ تجول بالمكان
وكأنها تتعرف على الوجوه


لأول مرة
......
عاد .. وما عاد حبيبها
الذي تعرفه..!
يتوق .. لحربٍ جديدة !
فقد بات يشّعر بالانتماء
لساحات القتال
ويدين  بالولاء
لقسم الوفاء
 للرفاق..!
يألف وجه الموت
 الذي سرق
أقارنه ..!
لم يتبقى منه
سوى

هيكلاً .. يهوي على جسَّدٍ ضّريرّ
يتلمس طريق  للعودة .. لمقصلته
لمجازر .. الأرواح  ومدافن الأبطال
ــ
هناك حيْثّ
النزف ..

 هناك...
بإمكانه النحيب
والعويل
كالنساء
الصراخ .. يحيي صخب الألم
ويخمد ثورة الوجع
.............
لم يستطع الوقوف
......
خذلته قدماه
هذه المرّة
قدماه التي حملته للعودة
لم تعد قادرة
على إعادته  للغياب
أجل
عاد..
وليته ما عاد


كشّبح حرب..!

 قابع ..كضباب يتمدد
يختنق بصمته .. بحلّقهِ غصَّة
وبقايا حطام
خلفته قصَّة

لم تعد تغريه الأحاديث.. ولا تراشّق الكلمات
  يتلصص بعيون ملىء بالوجع
يهرب لعزلته من ضجيج المدن
ليغرقُ وحيداً
في نقطة جوفاءْ
............
حتى
الفتاة الحبيبة المنتظرة
 على
عتبات الوداع
لم تنجح في إعادته
لوعيه ..
أتاها ..
هي الأخرى

غول الحرب

أغرقها بأحزانها
ابتلع كل أفراحها
التي خبأتها
وغاب ....
...........



نسمة حلم
 rawia Fathe

هناك تعليق واحد:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

حلق المتاهة

أنها المتاهة التي   تحد   سقف   التماهي والازدواجية   المفرطة   في   الترغيب   والترهيب   مزيجُ   صارم يضعك   في   مأزق   حقيقي .. كيف   واذ...