12‏/10‏/2017

مقربة من البياض

R F Nisma Alhlm
ــــــ

على مقربة من البياض
 ترتدي الأرض وشاحاً أبيضٍ 
, تتدثر بثلوجها
  هي.. 
 تقف على بضع خطوات 
منه .,تلتحف معطفها 
.,الرمادي بلون أوجاعها
, وشعرها الخريفي الحزين
 تبعثره الرياح الباردة
 ساهمةٍ تنظر للأفق 
و 
صدى نغم قديم يتردد,, 
بوجدانها   
 (جايين الدنيا ما نعرف ليـــــــــــــه ولا رايحين فين 
ولا عايزين ايــــه مشاوير مرسومه لخطاوينـــــــــا \ 
نمشيها في غربة ليالينــا
...... 
فجأة التفت اليه مبتسمةٍ دون تفسير 
قائلةٍ" لا ادري مابي ., لربما أدعي الحزن ولست 
كذلك  
هو.. 
كان يدخن سيجارته بنهم وكأنها آخر سيجارة على 
وجه الأرض 
  رمقتها  بطرف عينيها: بحسد  ., كم تمقت ُ تلك 
اللعينة المسمومة  التي تأسر الرجال . 
  ابتسمت بلؤم محبب وهو يكملها ويسحقها تحت 
قدميه 
  همست بداخلها 
 ( يالله كم الرجال يفتقرون للوفاء )
 حتى لسجائرهم 
نظر إليها عاقدا حاجبيه بغموض ., كمحيط لا قرار 
له.. قائلا 
- أن ادعائك الحزن  ., لأشد ُ وطأة ٍ من الحزن ..؟! 
هزت رأسها بإيماءة خفيفة تخللتها ابتسامة ساخرة
.. ساحرة ! قبل أن تشيح َ بوجهها بعيدا 
هي  : - هل أنت بصدد تحليل حالة ٍ ما ؟ 
وكأنه كان يتوقع كلماتها 
بينما كانت  الغيوم تجتمع .,وترتدي ثوب قاتم ٍ
 ., كان يوما شتويا يوحي بأمطار تنسل من صدور 
السحب 
سمعت تنهيدته ., هو يعرفها ., وهي تعرفه ُ .
..  هي تُـنكر ., وهو يصدق النكْران 
هي تصدقه ُ ., وهو ينكر تصديقه نفسه 
عبثا ً كل ما قد يقولانه ., لكنهم مع ذلك يقولانه  
ومع ذلك صعب أن تفهم الرجال 
  والأصعب ان تحتوي مزاجية
النساء 
  لم يكن أحدهما بحاجة للكلام 
كان كعادته من يقوم بالخطوة الاولى
وهي كعادتها تنتظر 
  شعرت بزفير الشوق من أنفاسه يهدئ روع 
خصلات شّعرها المبعثرة 
وهو يجمعها خلق عنقها 
ليطبع قبلة ..طويــلة , كانت كفيلة ٍ بجعلها .,تنسى 
بؤس الشتاء ., بؤس الوحدة ., بؤس الكلمات
هي تشعر بدفئه يسري في أوصالها ., ينساب 
بحرارة محببة إلى قاع قلبها
وذراعاه تحيط بها ..كسياج أمان ., شعرت بكل ما 
كانت تفتقده
  فما كان منها ألا أن القت برأسها على كتفيه
بطمأنينة
لم يشعر أحدهما بتلك القطرات التي بدأت تنهمر 
ببطء شديد. 
 راوية فتحي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

حلق المتاهة

أنها المتاهة التي   تحد   سقف   التماهي والازدواجية   المفرطة   في   الترغيب   والترهيب   مزيجُ   صارم يضعك   في   مأزق   حقيقي .. كيف   واذ...