12‏/10‏/2017

رجلٌ كهــذا ..!

R F Nisma Alhlm

رجلٌ كهــذا ..!
لن يراودها عن نفسها لكنهُ ... سيتمنى لو أنها تفعل
سيترقب وقع خطواتها بشوقٍ كاسح وعندما تأتي سينظر لساعته بالمبالاة ... وهو يبلعُ ريقه
ليهدأ روع قلبه
رجلٌ كهـذا
.......
سيجلس ويتحدث معها عن العالم والحيوان والطبيعة عن السياسية والطبخ وعادات الرجال وسلوك النساء ... دون أن يشير للعاطفة
خوفاً من فضح أمره
يدعي الثبات وهو يتداعى !
يتباهى بثراءِ ثقافته وهو أمام ثقافة حبها فقير
يتبرأ من الاعتراف بِعشقه وهو يشتهي نسبهُ إليه
رجلٌ كهــذا
محتارٌ .. جدا ... بين الوصل والقطيعة
بيَّن الصدق والخديعة !
يتمرن على لفظ الجمل في حضرتها .. وعندما تحضر يختصر الجمل
بنعم وكلا  ..!
بِربما .. وأحيانا
عندما تهزمه الأشواق وتتراكم في بؤرة عينيه
سيتحاشى النظر وينشغل بالنظر إلى السقف
أو سينظر غالباً لدخان سيجارته وهو يطفو ليخفي معالمه
رجلٌ كهــذا يخشى الرفض جداً خشيته للموت
كبريائه حذاء مرتفع لا يستوي والأرض
كرامته كسيف حاد قد يقطع أوصاله لو أن مسَّ من قبل امرأة
لا ترغبه ... كرغبته فيها
رجلٌ كهــذا ..!
قد يتصور أن يقع برج أيفل على أن يقع هو بكيَّد امرأة
رجلٌ مليئا بالعقد المترسبة عن النساءْ
.....
يعشقها حد البكاءْ .. يقبل أن يسلم رقبته لينحر كشاه
على أن يسلم قلبه بين يديها
يختزل الشك ... ويعيد تكرار أحداث مؤلمة مرت بينهم
فيشعر بالنفور الجارف نحوها ورغبة بالفرار
ورغم ذلك هو بدونها يتصبب عرقا .. ويرتجف بردا
ويشعر بالخلل وعدم القدرة على التوازن
كلما ابتعدت عنه وأذعنت للهجر
شعر بالرعب من نسيانها له
يعود من حين لأخر ليذكرها به ..
ومن ثم يمضي ... يتخذ الحب لعبة الموت !
حتى لم يعد له هواية أخرى
تلك المرأة أصبحت هاجسه .. وسبب قلقه .. ومنبع بؤسه
يود لو أنه ينساها ويحاول ذلك مع النسوة التي لا يكلفن شيئا
فتلك المرأة كلفتهُ كل شيء
لكنه يعود مطأطأ الرأس أمام حضرتها
ليجد حجة .. وسبب ليؤذيها ويرحل !!
يعرف تماما أنها سبقته بمراحل من الجراءة والصراحة المتناهية
وأنها تنظر أليه نظرة خبير .. وتعريه مما يحاول إلصاقه بها
يهدم بمعول صمته الغبي .. جبال عواطفه الشاهقة ويكتفي بتردديها على نفسه
وتدوينها في كتابه المزّرق..
 رجل كهــذا
لن يتوانى عن الارتباط بامرأة رتيبة وطيبة ووديعة وتصدق كل ما يرتله على مسامعها .... كي لا تذكره بشبه ولو رفيع بتلك المتمردة الشائكة
التي توخز قلبه .. باستمرار
رجلٌ كهـذا
أرهق قلبها وأصابها بمرض عضال يدعى هو 
يعيش في سبات عميق
محتاج بشدة ٌ لقبلة حياة  منها لِيصبح طفلً مقْبلّ.. على الحياة !
قبلة هو ينتظرها وهي لن تعطيها له
 ..
راوية فتحي
 27/7/2016
3pm



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

حلق المتاهة

أنها المتاهة التي   تحد   سقف   التماهي والازدواجية   المفرطة   في   الترغيب   والترهيب   مزيجُ   صارم يضعك   في   مأزق   حقيقي .. كيف   واذ...