سأحكي لك قصة العـصفور الجميل
الذي اشتراه
سيده فرحا .. واسكنه قفصٍ ذهبي .. كان في البداية شغوفا و مهتما مسرورا.. يأتي له بالطعام والماء
.. يهزّ القفص بكلتا يديه ليدفعه إلى الطيران بين جدرانه كان هذا جلّ ما يسعد سيده أن يراه يحلق ضمن تلك الحدود ..
ويعتبر ذلك أكثر أمانا له .. فالعالم به
مخاطر كثيرة ... كان لهذا العصفور جناحان يخفقان باستمرار وصوت يغرد دون انقطاع ..
لكن مع مرور الأيام ... أصبح سيده قليل الاهتمام ... لا يأتي إليه ألا لكي يضع بالزاد وإذا تكرم أخرجه للشرفة قليلا..وملامحه المتبلدة .تعكس عدم اكتراثه .. بمعاناة ... العصفور الأسير ويوم بعد يوم أصبح .. العصفور قليل الحركة ....صامت
دون تغريد .. وعيناه شاخصتان للسماء.. ينظران لأقارنه من الطيور .. كل فجر ينشدون
... سيمفونية الصباح .. ويجتمعون عند المغيب بشكل مهيب .. وكأنهم يتسامرون .. عما
حدث لهم ويتفرقون كلن في عشّّه يرتاح... ليتوعدون بلقاء كل صباح .... كانت نظراته
يتيمة ُ .وكأنه دون قيمة . كما ود ان يخرج غفلة من هذا القفص .. إلى حيث ينتمي ..
لا يهم أن كان جناحه لا يقويان على الطيران او صوته لا يعادل رفاقه من الأقران..او
وقع فريسة ..فالموت البطيء ..هو أسوء مصير ...
.وبعد ما كان يهتز طربا .. لقدوم سيده .. ويشرع أجنحته .. ذهابا وإيابا .. أصبح
كلما رآه ..يندفع في زاوية من القفص رافض الحركة والتغريد ... فقد اكتشف
حقيقة ما يريد .. وأين يكون أن يريد ..
لكن بعد فوات الأوان .
ولك أن تتكهن من هذا العصفور .. وعما الحديث
ُ يدور ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.