18‏/08‏/2014

طيف الصبية


 يجلس كعادته 


ساهماً .. يغازلها !


يستند بذقنه على ظاهر كفه المرتعش ..

غارقاً في ماضيهِ البعيد 
ـ

ــــ


كبر االوسيم

.. أصبح رجل

 ٍمسناً ولازال .. 

وسيم



يناهز الثمانين


الشيب يغزو 

أهدابه 



تملأُ الأخاديد وجهه

كمسارب الذكريات


غارقةٍ بالدمع


..............


لا أحد معه .. سوى

طيف الصبية !




يراها.. كل ليلة .

.( جلّية

رغم هشاشة 


نظراتهُ الضبابية 

كل النساء هرّمت

ألا تلك الفتية



نضرة .. يانعة ..بهية 

ـــــــــــ
تعيدهُ عشرات سنوات للوراء

للحظة التقيا عند ناصية الطريق

واصطدما... في عناق أزلي !.. رغم تناقضهما 

فهما ..النار والماء .. الموت والحياة 


الفرح والحزن .. والفراق واللقاء

امتزجا رغم اختلاف الطباع والأهواء 


وبعدما انصهرا .! ضاعا في بوتقة الحياة .. !

كلما أراد أعادتها لواقعه

ارتدت .. وتوارت ..!

ـــــــــــــــــــــ

... يبّصرها بوضوح

وحدها! ..من تعيد
 ُ
في لمحة

ماء عينيه!

وصباهُ المهدور

تبرئ بلمساتها الجروح


تشعرهُ بنشّوة الروح

ــــــــــــــــ
تنظر إليهِ ببراءة .. غامزةٍ  بشّقاوة 

 تتهادى راقصة ٍ .. بخطواتها الرشيقة

تقتربُ لتهدي وجنتيه ِ .. قبلةٍ رقيقة !

تسأله بدلالٍ :: كم عشقت بعدي

يهمسُ :: الكثير


تلتفت أليهِ ضاحكة :: ولم تنسى 


يهمس :: وما نسيت

يسألها :: وهل نسيتي


ـــــــــــــــ

تتوقف عن الدوران

سرعان ما تطرق رأسها واجمة


ولا تجيب..

في لحظة .. تهرّم .. تذبل .. تنطفئ ..

تصبح امرأة مسنّة ذات عيون رمادية !

تتلاشى .... كدخان !


ـــــــــــــــــــ
من أمام ناظريه

كل ليلة يخوض سجال مع طيفها الجميل


وكل يوم يجرّ 


أذيال الخيبة



دون إجابة !

....


متشبثٍ بعكازه .. بوهن

ينهض ! ليسير ..على مهلّ


وشبح ابتسامة على شفتيهِ هزيل .

‗—

F ﻟﻧسـﻣ̝̚ R

 ̲
A̲L̲K̲A̲T̲B̲H ̲N̲S̲M̲H ̲H̲L̲M

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

حلق المتاهة

أنها المتاهة التي   تحد   سقف   التماهي والازدواجية   المفرطة   في   الترغيب   والترهيب   مزيجُ   صارم يضعك   في   مأزق   حقيقي .. كيف   واذ...